الملك رأس مال الأردن السياسي
د.محمد القضاة
المتابع لظروف المنطقة وتحدياتها يدرك ان المنطقة برمتها على فوهة بركان من التحديات والتغيرات التي تحتاج إلى قراءة عميقة للوقوف على مساراتها واتجاهاتها ومواقف اطرافها ومدى تأثيراتها، ورغم المواقف الأردنية الايجابية وعلاقاته الطيبة المتميزة مع دول المنطقة والعالم كافة ودعواته الصادقة لاحلال السلام واعطاء كل ذي حق حقه، صار اليوم في عين العاصفة؛ خاصة بعد ان شاهدنا فصول مأساة غزة وآثارها القريبة والبعيدة، وكيف تعامل الأردن معها من لحظة الانفجار إلى وقف إطلاق النار، وكان الملك عبدالله على رأس زعماء المنطقة في تحركاته ولقاءاته ومواقفه ولم يدخر من وقته وجهده لاجل القضية الفلسطينية العادلة في المحافل الدولية، وكانت حرب غزة وما تقارفه آلة الحرب الهمجية في الضفة الغربية وغزة على رأس جدول أعماله حيثما كان وحيثما تحدث، وكان الأردن شعبا وقيادة قطب الرحى في دول الطوق، ومواقفه الداخلية والخارجية تؤكد أنه رأس مال الأردن السياسي، ودوره محوري في الحفاظ على استقرار الأردن وتعزيز مكانته الإقليمية والدولية.
وفي ظل تفاقم الأوضاع في غزة والضفة الغربية والأزمات الإقليمية المتلاحقة، تمكن الملك عبدالله الثاني من استيعاب كل هذه التحديات للحفاظ على استقرار الأردن، وبحكمته وحنكته السياسية وبفضل سعة افقه وقدرته على ادارة الأزمات وتوازن مواقفه وحرصه على تطوير الأردن في مختلف المجالات استطاع الأردن أن يبني شبكة قوية وراسخة من العلاقات الدولية وأن يوقع اتفاقيات شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والدول العربية والصديقة وكل هذا بفضل ادارة الملك وحكمته واعتداله؛ فهل ننسى الجسر الجوي الذي بدأه في تقديم المساعدات لغزة، وهل ننسى جولاته العالمية منذ بدء الأزمة، وهل ننسى لقاءاته وحواراته مع التلفزة الدولية وهو يدافع عن القدس والوصاية الهاشمية والقضية الفلسطينية وعدالة القضايا العربية، وهل ننسى رفضه القاطع لتهجير الفلسطينين في غزة والضفة الغربية وردوده الموضوعية في الدفاع عن الأردن واستقراره، وهل ننسى دفاعه عن وحدة العراق وسوريا، وهل ننسى كيف تجلّت حكمته السياسية في تبني سياسات متوازنة، جعلت من الأردن انموذجًا في الاعتدال والاستقرار والامان والديمقراطية وحرية الرأي والرأي الأخر، وهل ننسى خطاباته في المحافل الدولية ودوره في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وحين نقول إن الملك هو رأس مال الأردن السياسي هي حقيقة ماثلة أمام الجميع فهو من اطلق المبادرات الواحدة تلو الاخرى لتعزيز الديمقراطية وتعديل الدستور واقرار القوانين وتعزيز لغة الحوار ومشاركة الشباب والمرأة في الحياة السياسية، وجهده وحرصه على الأردن وشعبه يجسد فينا كيف نعمل ونواصل المشوار كل من موقعه، إذ لا مجال للتواكل والتقاعس في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، لا بد من العمل والإخلاص والتفاني حتى نصل معه إلى الهدف، على أن نحدد مسؤولياتنا في العمل الوطني والإنساني والتي تعتمد على الاستعداد الحقيقي للدفاع عن الأردن بقوة وحزم لا يلين وأن نميّز بين ما هو نافع وما هو ضار، وان نقارن ونوازن بين إمكانياتنا وطموحاتنا لكي نصل في النهاية إلى أردن منيع نسعى فيه جميعاً مع جلالته إلى تشكيل النموذج في منطقة حبلى بالتحديات والأحداث، ولنقدر موقفه في الدفاع عن الاردن وفلسطين من مسألة التطهير العرقي التي تطل برأسها على المنطقة وتحديدا مصر والاردن والشعب الفلسطيني، علينا أن نسخر قلوبنا وعقولنا وفكرنا وأقلامنا للدفاع عن الحق، وأن نرفع هاماتنا وهمتنا كي نصل إلى المستوى الذي يطمح فيه جلالته وكل أردني على هذه الارض رغم كل التحديات التي تواجهنا في الداخل والخارج، فلنعد العدة ولنمضي في طريق بناء وحدة وطنية غير مسبوقة خلف قيادة الملك عبد الله كي يصل الاردن إلى بر الامان، وتحية صادقة لجهوده المخلصة وخططه ومواقفه القوية في سبيل وطن آمن ومستقر وقوي وعيش كريم لأبناء الأردن وضيوفه كافة.
.mohamadq2002@yahoo.com