أخبار الجامعة الأردنية - د. مهند النسور
  • 16 - Dec
  • 2024

الجامعة الأردنية.. إرث ممتد وإنجاز متجدد


نشرت مجلة تايمز للتعليم العالي الأسبوع الماضي نتائج تصنيفها السنوي لأفضل الجامعات العالمية والذي حمل أخباراً سارة للأردن بتحقيق الجامعة الأردنية إنجازًا غير مسبوق بدخولها قائمة أفضل عشر جامعات في المنطقة العربية، حيث قفزت إلى المركز التاسع بعد أن كانت في المركز السادس عشر سابقا.

 

ويُعد هذا التقدم الأول من نوعه للأردن منذ بدء تصنيفات التايمز المتخصصة بالمنطقة، مما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة للنهوض بقطاع التعليم العالي من خلال تعزيز ضمان الجودة ورفع المعايير الأكاديمية والذي من شأنه أن يعزز مكانة الأردن جنبًا إلى جنب مع دول عربية أخرى، أبرزها مصر ودول الخليج التي شهدت تطورًا ملحوظًا في هذا المجال أيضا.

 

يتزامن هذا الإنجاز مع مرور 56 عامًا على تأسيس الجامعة الأردنية على يد الملك الباني الحسين بن طلال، رحمه الله، الذي جسد إيمانه العميق بأن «الإنسان هو أغلى ما نملك» من خلال سبل عدة شملت دعمه لعملية التعليم والتعلم في ما يخص بناء المعرفة المتخصصة في التعليم العالي. وهذا الإيمان تجسد عبر الأجيال ليصبح واقعًا ملموسًا، فلقد خرّجت الجامعة الأردنية كفاءات مشرفة خدمت الوطن والأمة العربية، وأصبحت منارة علمية يُشاد بها، ومحطّ أنظار الطلاب من مختلف الدول العربية والإسلامية، الذين جاءوا للاستفادة من غزارة علمها. وهو النهج الذي?استمر في عهد جلالة الملك المعزز، حيث يوثِّق كتاب «إنجازات الجامعة الأردنية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني (1999-2021)» مسيرة تطور الجامعة، ويُبرز دورها في تحقيق إنجازات أكاديمية ومجتمعية على المستويين المحلي والدولي.

 

لا شك أن هذا الإنجاز يعكس جهودًا كبيرة بذلت خلف الكواليس وبالأخص في السنتين الماضيتين، حيث كانت رئاسة الجامعة، بقيادة معالي الاستاذ نذير عبيدات والذي كما عهدناه يعمل بجد ولكن بدون ضجيج، تعمل دون كلل للوقوف على أدق تفاصيل احتياجات الجامعة والطلاب، مسترشدة بمبدأ الشورى وتبادل الأفكار للوصول إلى القرارات السديدة، فبدأنا نسمع عن اجتماعات مجلس عمداء تمتد لساعات تتسم بشفافية غير مسبوقة وانعقاد «خلوة» بمشاركة عمداء الكليات ومديري المراكز والوحدات وعدد من الإداريين لتدارس سبل تطوير الجامعة وتعزيز رسالتها الأكاديمي? والمجتمعية والتشديد على أهمية تعزيز التواصل الإنساني والمجتمعي الفعّال، وتنمية الصفات الشخصية التي تؤهل الطالب للنجاح في حياته المهنية والشخصية على حد سواء.

 

كانت لهذه الجهود ثمرات ايضا في نجاح بارز فالجامعة الأردنية حققت قفزة نوعية خلال العامين الماضيين، فحل 39 باحثًا من الجامعة الأردنية ضمن قائمة أفضل 2% من الباحثين الأكثر استشهادًا بأبحاثهم على مستوى العالم، وفقًا لقاعدة بيانات Scopus، بالإضافة إلى حصول الجامعة على أكثر من 30 ألف بحث منشور، بنسبة 26% من الأبحاث في الأردن، وحصول مركز الخلايا الجذعية التابع للجامعة الأردنية على شهادة اعتماد كلية علم الأمراض الأميركية للمختبرات التشخيصية (CAP)، التي تُعدُّ أرفع اعتماد عالمي للمختبرات الطبية، و غيرها من الانجازا? المميزة.

 

إن هذا التصنيف البارز للجامعة الأردنية يعكس جهودًا دؤوبة ومستمرة تهدف إلى تعزيز مكانة التعليم العالي الأردني على الساحة الدولية وترسيخ الثقة فيه، رغم التحديات المتعددة. وقد اختار أصحاب وصانعو هذه الإنجازات أن يتسلحوا بالإيجابية، ويشرعوا في العمل الجاد، ويضعوا الأهداف السامية لتحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع.

 

بذلك، تظل الجامعة الأردنية منارة للعلم والريادة، تنير درب الأجيال القادمة، وتعزز من مكانة الأردن كوجهة تعليمية رائدة على مستوى العالم.

 

من الجميل أن نعزز الإيجابيات في وطننا الجميل، ونسلط الضوء على إنجازاته الحقيقية بدلاً من التركيز المفرط على السلبيات وانتقاد الذات باستمرار. لنجعل من هذه النجاحات محطات احتفال تلهمنا جميعًا، ولنمضي قدمًا في مسيرة البناء نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.


الرأي 16/12/2024