أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) - كرّمت الجامعة الأردنيّة اليوم، ممثّلة برئيسها الدكتور نذير عبيدات وبحضور رئيس جامعة عمّان الأهلية الدكتور ساري حمدان ونائبه الدكتور أنس السعود، الأستاذ الراحل الدكتور عمر العدوان من كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة.
وفي حديثه عن مناقب الراحل، قال عبيدات إنه امتلك كلّ الأسباب ليعيش جمال الدنيا لكنّه أبى على نفسه إلا أن يكون عطاؤه دومًا أكبر، مشيرًا إلى أنّه أصرّ في حياته أن يُعطي ويرسم الفرح والجمال على وجوه طلبته، مدركًا أن ما يعطيه سيبقى، على النقيض ممّا يبقيه المرء، فذاك يذهب ويفنى.
وأضاف عبيدات واصفًا الراحل بالأستاذ الرائع الذي علمنا أن قيم العمل والعطاء ليست قيمًا مطلقة أو جامدة، بل بمن نتوجّه إليهم بهذه القيم، والكيفية التي يُعطي بها المرء كي يضفي على العلم قيمة أخرى يزيد معها طلبته جمالًا ويرسم لهم طرقًا ليعبروا من خلالها هذه الحياة وهم أكثر ثقة بالقادم من الأيام، ليختتم كلامه بإثبات ثقته بأن مشوار المحبة والعطاء الذي رسمه السابقون المبدعون سيتواصل مع الجيل الجديد.
وقال أخو الفقيد المهندس عصام العدوان إنّ أخاه قد عاش حياة حافلة بالعطاء العلمي والفكري، تاركًا سيرة عطرة وذكرى طيبة وروحًا نقية وميراثًا من العلم والخلق الرفيع، مشيرًا إلى اجتماع الحضور على اسمه ليستذكروا أحد رجال العلم، ذاك الذي كان قدوةً وأنموذجًا في الأخلاق والعطاء، لافتًا إلى أنّها إرادة الله أن تنطفئ الشمعة، بعد أن أنار الراحل الطريق لكثير من طلبة العلم.
بدوره، قال عميد كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات الدكتور صالح الشرايعة إن رحيل الدكتور عمر العدوان لا يمثّل خسارة لشخصه فحسب، بل للجامعة الأردنية والمجتمع ككل، مشيرًا إلى أنّه كان أنموذجًا للأستاذ الجامعي المخلص الذي كرس حياته لتعليم طلبته وتنمية قدراتهم، وخدمة جامعته بأقصى ما لديه من إمكانيات.
من جانبه، خاطب الأمين العام للجنة البارالمبية أستاذ التربية الرياضية الدكتور عامر الشعار الحضور، بعد إشارته إلى أنّ ما نحسبه بعيدًا عنّا كامن حولنا، وأنّ الموتَ قادر أن يسبقنا إلى من ضربنا المواعيد معهم، بألّا يؤجلوا ما أعدّوه من كلام للأحبة وأن ينطقوا بها قبل فوات الأوان عتقًا لأنفسهم من القيود.
وعبّر مدير مركز اللغات في الجامعة الدكتور إسماعيل السعودي عن حزنه لفقدان الراحل بالتساؤل "كيف تتركنا هكذا نتمتم دون وعي ودراية، لا نملك غير الأسئلة المهزومة عن غيابك والاندهاشات عن رحيلك، فكيف تريد منا أن نصدق أكذوبة رحيلك عنا، وكيف بالله عليك استطعت أن تهزم الأسئلة على شفاهنا وتبقينا فى الوحدة والخراب، لا نملك "إلا تلفّت القلب"، بعد أن عشقت عيوننا صور الطلول والدمن"، واصفًا العدوان بأنّه يغادرنا بعد أن عاش في النفوس التي أنست بها وبادلها بدوره الأنس.
بينما قال الدكتور فواز الزغول من كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات بأنّه برحيل الفقيد ساد الحزن الكليّة، فوفاته جاءت كما الصاعقة على الأساتذة كما الطلبة، لافتًا إلى مواقف المرحوم الشجاعة ومبادراته الدؤوبة للإصلاح على عديد من المستويات.
وقدم الحفل زميل الفقيد الدكتور محمد أبو شريعة، حيث استذكر مناقب الفقيد الجمة، وخصاله الطيبة، وحرصه على متابعة أعمال الكلية وإنجازاته، وجهوده الكبيرة في خدمة الجامعة، ومساعدته للطلبة ولزملائه، مشيراً إلى أبحاثه طوال مسيرته العلمية والعملية .
وفي ختام التكريم، الذي عُرض فيه مقطعًا مصوّرًا يفي الرّاحل حقّه ويسرد بعضًا من سيرته، قدّم عبيدات درع الجامعة الأردنيّة لأخي الفقيد المهندس عصام العدوان، تمامًا كما فعل حمدان الذي قدّم له درعًا من جامعة عمان الأهلية، بينما عمد الشرايعة، باسم كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، إلى تكريم زوجة الفقيد.