الجامعة الاردنية : علماء ومفكرون يحتفون في "شومان" بتكريم مفكر...
  • 13 - Oct
  • 2024

علماء ومفكرون يحتفون في "شومان" بتكريم مفكر تربوي الأمير الحسن: أهمية جهود فكتور بله في تطوير المناهج ونظم المعلومات التربوية


احتفت مؤسسة عبد الحميد شومان، أمس، بالأكاديمي والمفكر التربوي الأردني د. فكتور بله، ضمن فعالية "ضيف العام"، بحضور مفكرين وتربويين وأكاديميين، في ندوة بعنوان "فكتور بله.. أكاديميا وملهما"، تحدث فيها أكاديميون من أصدقاء بله، وآخرين من معارفه، حول منهجيته وزمالته، وآرائه وتطلعاته، ومنظوره للعمل الأكاديمي.


وأشار سمو الأمير الحسن بن طلال في كلمة ألقاها نيابة عنه د. عدنان بدران لجهود بله بتطوير المناهج، وإسهامه أيضا بتطوير نظم المعلومات الإدارية التربوية والتخطيط التربوي، مؤكدا أهمية اعتماد سياسة الربط بين احتياجات سوق العمل والتخصصات المعتمدة في المؤسسات التعليمية، أي التركيز على النوع وليس الكم. 

وأكد سموه، أن بله، خير من يذكر اسمه كأردني مخلص في عمله، إذ كان موضعا للثقة والمحبة والاحترام والتقدير، وعمل بكل وفاء في خدمة وطنه وأبناء بلده.
الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، قالت إن بله ليس مجرد اسم في الأوساط الأكاديمية والعلمية، بل هو رمز للتفاني والإصرار على تحقيق الأفضل، ملهما لأجيال قادمة، مبينة أن اختياره كضيف العام ليس من باب المصادفة، فهو لم يكتف بترك أثر فردي، بل كان له دور فعال بنشر المعرفة، وتحفيز الابتكار، والعمل الدؤوب من أجل مستقبل أفضل.
وعبر التواصل المرئي عن بعد، استحضر د. فؤاد الحشوة في كلمة له بعنوان "على دروب البدايات"، ذكرياته مع بله في بداية الستينيات بالجامعة الأميركية في بيروت، مشيرا إلى أنه لم يبخل عليه بالنصح والإرشاد في حينها، مشيرا إلى شغفه بدراسة البيولوجيا، "حتى أنه في سنته الرابعة كان يساعد الأساتذة في التدريس قبل حصوله على البكالوريوس".
واشتملت الندوة التكريمية جلسات تناولت سيرة وإنجازات بله، فجاءت الجلسة الأولى التي ترأسها د. عمر الغول بعنوان "في خضم العمل"، ومشاركه د. هالة الخيمي بورقة بعنوان "المعلم القدوة"، ود.رينيه حتر بورقة عنوانها "الدكتور فكتور بله والتعليم في الأردن: البدايات"، ود.هشام الدعجة بورقة بعنوان "رائد من رواد التطوير التربوي في الأردن"، أشاروا فيها إلى أن بله لم يحصر خبراته وخدماته على مستوى التعليم العالي في الأردن، بل كان حلمه تحسين نظام التعليم، وهذا ما تحقق عبر تأسيس وإدارة المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية في الأردن، موضحين أن خبراته لم تقتصر على  الأردن، فساهم ببناء برامج تربوية عربية ودولية، إلى جانب مشاركته ومجموعة رواد بتأسيس مبادرات وطنية، مشيرين لجهوده برفع مستوى التعليم للوصول إلى تعليم نوعي.
وأوضحوا أن ما يميزه هو احترام الآخرين، والتسامح، ومراعاة إنسانية الفرد وخصوصيته، وتبني الأفكار الريادية، وتفكيره الدائم خارج الصندوق، وتطلعاته بتفاؤل لمستقبل تربوي واعد للأجيال.
وتحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها د.عطا الله الحجايا بعنوان "في الإدارة والتنظيم"، وعبر التواصل المرئي عن بعد قدم د.رمزي سلامة ورقة عنوانها "البحر الذي لا يهدأ"، ود.حنان عنابي ورقة بعنوان "حدودنا السماء"، ود.أمل الخاروف ورقة بعنوان "قامة إدارية وفنية"، تحدثوا فيها عن الفترة التي تولى فيها إدارة مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، وجعله المكتب بمختلف اختصاصاته دائم الحركة بهدف تطوير الأنظمة التربوية العربية.
وأشاروا إلى أن دوره لم يقتصر على اقتراح الفكرة والإشراف على إدارتها، بل امتد لتنفيذها مع فريقه من الباحثين، وقد عرف عنه منحه فرصا متساوية للعاملين معه، وتميز بتقديره للعمل.
وكانت الجلسة الثالثة بعنوان" في تطوير التعليم" ترأستها د.هند أبو الشعر، وفيها قدم د.عدنان بدران ورقة حملت عنوان "بله: إسهاماته في تحديث وتطوير التعليم العالي"، ود.علي محافظة ورقة بعنوان "دور الدكتور فكتور بله في تطوير وإصلاح التعليم العالي"، ود.زيدان كفافي ورقة بعنوان "دور فكتور بله في التعليم في الأردن".
ونوه المتحدثون بتميز بله بالأمانة والإخلاص، تحويله العقبات إلى فرص بالمثابرة وَتخطي العقبات، وقد كان وما يزال متفانيا في عمله، موضحين أنه أثناء عمله في البنك الدولي ترأس فريقا للعمل على إعادة تأهيل وتطوير نظام التعليم العالي في الصين بين 1981 و1984، وقد أضحى خبيرا مميزا في التربية والتعليم العالي ووطنيا وإقليميا ودوليا. وقالوا إنه شخصية استثنائية، خرج من رحم القدس إلى السلط، فاحتلتا قلبه، وهو عروبي لا يزاود عليه أحد، وأكثر ما يعتز به، هو خدمته لوطنه الأردن، وللأسرة الهاشمية.
وفي الجلسة الرابعة التي ترأسها د.زهير توفيق، بعنوان "من داخل حرم الجامعة"، تحدث فيها د.مصلح النجار حول "فكتور بله يحلم بالجامعة"، ود.وفاء الخضراء تحت عنوان "التجديد في التعليم العالي: الريادة في الرؤيا"، ود. عبدالله الزعبي بورقة عنوانها "فكتور بله وأزيز الرصاصة على حد الطور".
وأشار المتحدثون، إلى طفولة بله في مدينة القدس، ورحيله إلى السلط، ومسيرة حياته العلمية والعملية في مجال التعليم العالي، ورؤيته الريادية والثاقبة بإدارة المؤسسات التعليمية والجامعات، وأشارت كريمته هالة بلة، في كلمة لها بعنوان "شهادات عائلية"، إلى أن حياته العائلية كانت تعكس حياته العملية؛ فكان يجتهد ويثابر لتوفير أفضل ما يمكن لعائلته، وقالت "تأثرنا بصفاته كرجل مبدأ، أمين، ومخلص. كنا نتعلم منه بمجرد مراقبة تصرفاته مع الناس. كان فخورا ببناته، كان التعليم مهما جدا بالنسبة له، رغم أنه كان يعتز بعمله كثيرا. كان حلمه أن نحصل على شهادات مهنية لفتح المزيد من الفرص أمامنا".
وفي نهاية الندوة التكريمية أعرب "ضيف العام" بله، عن شكره وامتنانه لـ"شومان" على تنظيمها لهذه الاحتفالية التكريمية، مستعرضا مسيرة حياته العلمية والعملية والأحداث التي تأثر فيها خلال رحلته في الحياة.
ويعد بله واحدا من الخبراء التربويين في المنطقة والعالم، وهو أكاديمي ومفكر تربوي أردني، ومن أبرز الشخصيات في التعليم العالي وتطوير السياسات التعليمية على المستويات الوطنية والدولية، يحمل الدكتوراة في التعليم من جامعة ويسكونسن في الولايات المتحدة الأميركية، وبدأ مسيرته الأكاديمية كمدرس لعلم الأحياء قبل توجهه للعمل الأكاديمي والإداري في مؤسسات تعليمية رائدة.
وخلال مسيرته، شغل مناصب قيادية في جامعات ومؤسسات تعليمية بارزة، بما في ذلك تأسيس وإدارة الجامعة الأميركية في مادبا، وقادت رؤيته الطموح لتطوير جامعة خاصة متميزة في الأردن.-(بترا)