سهى الصبيحي - استقبلَ رئيسُ الجامعةِ الأردنيّةِ الدكتور نذير عبيدات في مكتبِه اليوم أستاذَيْ الكيمياء؛ الدكتور بول انستاس، والدكتور جون وارنر من جامعة ييل (Yale University) الأمريكيّة، ومؤسِّسَيْ علمِ الكيمياءِ الخضراء، يرافقُهم نائبُ سموِّ رئيسِ الجمعيّةِ العلميّةِ الملكيّةِ الدكتور عرفات عوجان، ومديرُ مركزِ المياهِ والبيئةِ والتّغيّرِ المناخيِّ في الجمعيّةِ العلميّةِ الملكيّةِ الدكتور المؤيد خليل السيد، والوفدُ المرافقُ من الجمعيّة.
وتأتي هذه الزّيارةُ للجامعةِ ضمنَ زيارةٍ يقومُ بها العالمانِ للمملكةِ للمشاركةِ في فعاليّاتِ المؤتمرِ الإقليميِّ الأوّلِّ حولَ السّلامةِ الكيميائيّة، والكيمياءِ الخضراءِ الّذي يُقامُ ضمنَ مشروعِ الكيمياءِ الخضراءِ الّذي تنفّذُه الجمعيّةُ العلميّةُ الملكيّة، بالتّعاونِ مع وزارةِ البيئة، وجامعةِ ييل الأمريكيّة.
وجرت أثناءَ اللّقاءِ بحضورِ نائبِ الرّئيسِ لشؤونِ الكليّاتِ العلميّةِ الدكتور أشرف أبو كركي، وعميدِ كليّةِ العلومِ الدكتور محمود الجاغوب، ونائبِ عميدِ كليّةِ العلومِ للدّراساتِ العليا والبحثِ العلميِّ الدكتور كمال سويدان، ورئيسِ قسمِ الكيمياءِ في الجامعةِ الدكتور مراد الضامن، مناقشةُ سبلِ تعزيزِ التّعاونِ العلميِّ والأكاديميِّ بينَ الطّرفين في مجالَيْ الكيمياءِ والاستدامة، وآخرِ التّطوّراتِ المتّصلةِ بهما، وأهميّةِ التّعريفِ بمجالِ "الكيمياءِ الخضراء"، ودمجِ مبادئهِ في المساقاتِ والخططِ الأكاديميّة.
وأكّد عبيدات حرصَ الجامعةِ على توطيدِ علاقاتِها مع المؤسّساتِ الأكاديميّةِ العالميّة، بما يخدمُ التّوجّهاتِ البحثيّةَ والتّنمويّةَ للمملكة، مشدّدًا على أهميّةِ الاستفادةِ من العلومِ التّطبيقيّةِ في تحقيقِ التّطوّرِ والتّنمية، مع الالتفاتِ إلى استدامةِ البيئة، وأشارَ إلى أهميّةِ الكيمياءِ الخضراءِ بعدّها فرعًا من فروعِ الكيمياء، يهدفُ إلى تقليلِ الآثارِ السّلبيّةِ للمنتجاتِ الكيميائيّةِ في البيئةِ وصحّةِ الإنسان، وينبّهُ إلى ضرورةِ تدريسِها لطلبةِ الجامعةِ في التّخصّصاتِ ذاتِ العلاقة؛ نظرًا لأهميّتها.
ومن جهتِه قال انستاس إنّ مفهومَ الكيمياءِ الخضراءِ قائمٌ على مبدأ "كيف نكونُ مفيدينَ للبيئةِ بدلًا من الإضرارِ بها؟" عبرَ إيجادِ حلولٍ مستدامةٍ للتّحدّياتِ البيئيّةِ والصّناعيّةِ عن طريقِ تبنّي مشاريعَ مبتكرةٍ لتصنيعِ منتجاتٍ ذاتِ أثرٍ إيجابيٍّ ومربحةٍ في الوقتِ نفسِه، داعيًا إلى تعزيزِ التّعاونِ الأكاديميِّ والعلميّ، وتبادلِ الخبرات، والتّوعيةِ بأحدثِ التّطوّراتِ في مجالَيْ الكيمياءِ والاستدامة.
ومن جهةٍ أخرى، ألقى الضّيفانِ محاضرةً نظّمتها كليّةُ العلوم، وأدارَها رئيسُ قسمِ الكيمياءِ الدكتور مراد الضامن، بعنوانِ (Green Chemistry and Rethinking Sustainable Design)، بحضورِ أعضاءِ هيئةِ التّدريس، وطلبةِ الكليّة، تضمّنَت موضوعاتِ دمجِ الاستدامة، والأداء، والكلفة، ضمنَ مفهومِ الكيمياءِ الخضراء، ومحاكاةِ الطّبيعة؛ لتطويرِ منتجاتٍ تجاريّة، وموادّ كيميائيّةٍ آمنةٍ وصديقةٍ للبيئة.
وتحدّثَ انستاتس أثناءَ محاضرتِه حولَ الكيمياءِ الخضراء، وإعادةِ النّظرِ في الكيمياءِ المستدامة؛ إذ ركّزَ على أهميّةِ النّظرِ إلى طبيعةِ الموادّ والطّاقةِ بدلًا من التّركيزِ على كفاءتِها فقط، وأوضحَ أنّ الكفاءةَ تكونُ مفيدةً عندما تُسخَّرُ لتحقيقِ أهدافٍ صحيحة، إلّا أنّ جوهرَ الاستدامةِ يكمنُ في الفعاليّةِ لا في الكفاءة، واستوحى من الأنظمةِ الطّبيعيّةِ الّتي قد تفتقرُ إلى الكفاءة؛ من حيثُ استهلاكُ الطّاقةِ والموارد، إلّا أنّها تتميّزُ بفعاليّةٍ عالية، وقدرةٍ على التّكيّفِ مع التّغيّرات، كما دعا إلى اعتمادِ أنظمةٍ ديناميكيّةٍ ومرنةٍ قادرةٍ على التكيّفِ مع البيئة.
فيما تطرّقَ وارنر في محاضرتِه إلى الجهودِ الصّناعيّةِ في توظيفِ الكيمياءِ الخضراءِ لأجلِ السّلامةِ العامّةِ والتّنميةِ المستدامة، وركّزَ على مفاهيمَ ومبادئَ رئيسةٍ في هذا المجال، تضمّنَت دورةَ الموادّ من استخراجِ المواردِ الطّبيعيّةِ إلى تصنيعِ المنتجات، مع إبرازِ أهميّةِ إعادةِ التّدويرِ لتحقيقِ الاستدامة، كما أشارَ على أنّ العمليّاتِ الحاليّةَ ليست مستدامةً بالكامل؛ وهذا يتطلّبُ ابتكارَ بدائلَ أكثر توافقًا مع أهدافِ التّنميةِ المستدامة، وناقشَ آليّاتِ الاستدامةِ على المستوى الجزيئيِّ ومعاييرِ الكيمياءِ الخضراءِ الّتي تهدفُ إلى تقليلِ المخاطر، وتعزيزِ الأمانِ والكفاءة، مع تحقيقِ أداءٍ جيّدٍ وتكلفةٍ مناسبة.
وفي الختام، استعرضَ أمثلةً على مؤسّساتٍ تعملُ على تعزيزِ الكيمياءِ الخضراء؛ بهدفِ جعلِ المنتجاتِ اليوميّةِ أكثرَ أمانًا وصحّةً للإنسانِ والبيئة.