أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) سناء الصمادي - حصل الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية المهدي الرواضية على جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي (الدورة 21) في مجال تحقيق المخطوطات العربية، عن تحقيقه لمخطوطة كتاب "زبدة الآثار فيما وقع لجامعه في الإقامة والأسفار"، وهي رحلة قام بها رجل دمشقي إلى إسطنبول سنة 975هـ/ 1568م، بعد أن اجتاز العمل المقدّم مراحل التحكيم والتقييم المختلفة واستحق بذلك نيل الجائزة.
والجائزة التي تحصل عليها الرواضية يمنحها المركز العربي (ارتياد الآفاق) في أبو ظبي ولندن، وهي متخصصة في أفضل الأعمال المحققة في أدب الرحلات، وتحظى باحترام بالغ وتقدير كبير في الأوساط العلمية العربية والعالمية، بعد أن تجاوز عمرها عقدين من الزمان، إذ أُعلن عن انطلاقها في العام 2001م.
ونوه الرواضية إلى قيمة الجائزة وما تضيفه للباحث في مسيرته العلمية، مشيدًا بما لاقاه في الجامعة الأردنية من عون ومساعدة وتهيئة لبيئة البحث العلمي وتسهيل للعوائق التي تعترض الباحثين، ما مكنه من إنجاز مشاريعه البحثية، خاصة في مجال تحقيق التراث العربي المخطوط والكشف عن كنوزه ونوادره.
وبخصوص الكتاب الفائز بالجائزة، أشار الرواضية إلى أهميته العلمية باعتباره أثرا تاريخيا مخطوطا لم يُنشر سابقا، وهو يمثل ثالث رحلة عربية قام بها رجل دمشقي إلى إسطنبول في العهد العثماني، بعد رحلة بدر الدين الغزي سنة 936هـ ذات العنوان "المطالع البدرية في المنازل الرومية"، والتي سبق للرواضية أيضا أن حققها ونال عنها جائزة ابن بطوطة في دورتها الثانية عام 2004م، تليها رحلة قطب الدين النهروالي إلى إسطنبول وعنوانها: "الفوائد السنية في الرحلة المدية والرومية"، التي حققها الرواضية وصدرت هذا العام عن دار النشر العالمية WALTER DE GRUYTER GMBH في ألمانيا. وبهذه السلسلة يكون الرواضية قد أنجز أقدم ثلاث رحلات عربية توجه أصحابها إلى إسطنبول في بدايات العهد العثماني.
في السياق ذاته، يُذكر أن الدكتورة سناء الشعلان من الجامعة الأردنية نالت هذه الجائزة أيضا في مجال الرحلة المعاصر، وبذلك تكون الجامعة قد تحصّلت بجهود أساتذتها على جائزتين من أصل 11 جائزة على مستوى الوطن العربي، وهو أمر يُحسب لها ولإدارتها على تهيئة الظروف الملائمة للبحث العلمي وتيسير السبل التي تتيح لباحثيها وأساتذتها إنجاز بحوثهم وتقديم إبداعاتهم في شتى حقول المعرفة.