
شاركت الجامعة الأردنيّة مُمثّلة بعميد كلّيّة العلوم التّربويّة الدكتور محمد صايل الزيود، في حفل إشهار كتاب "كيف يَصِلون إليك" للإعلاميّة والباحثة الأكاديميّة سونيا الزغول، الذي نظّمته دائرة المكتبة الوطنيّة برعاية دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، بحضور شخصيّات وطنيّة وأكاديميّة وإعلاميّة بارزة، من بينهم رئيس مركز الأمن والسّلم المجتمعيّ في مديريّة الأمن العام المقدم عمر الخلايلة، ونخبة من الأكاديميّين والمفكرين.
ويقدّم الكتاب نموذجًا عربيًّا مبتكرًا لتنمية مهارات التّفكير المُضاد للتّطرّف، مستندًا إلى دراسة تحليليّة شاملة شملت استبانة ميدانيّة للطلاب والعاملين في الإعلام، إضافة إلى تحليل المناهج المدرسيّة للعام الدراسي 2025/2024.
وقال الفايز إنَّ الكتاب يُشكّل إضافة نوعيّة لمعالجة الفجوة في مهارات التّفكير المُضاد للتّطرّف والإرهاب في وسائل التّواصل الاجتماعيّ والفضاء الرّقميّ، ويدعم الاستراتيجية الوطنيّة الأردنيّة لمكافحة الإرهاب والتّطرّف، ويعزز جهود الأردن في هذا المجال، مشيرًا إلى أنَّ الكتاب يُمثّل مشروعًا وطنيًّا وفكريًّا يُقدِّم أدوات عمليّة قابلة للتطبيق في التّعليم والمجتمع لمواجهة التّطرّف والإرهاب، ويساعد الشّباب على كشف زيف الخطابات المتطرّفة والتّصدّي لها بالفكر المستنير والمنهجيّات العلميّة والعمليّة.
ودعا المثقفين والمؤسّسات الثّقافيّة إلى استنهاض الهمم لدفع الشّباب للإيمان بالحياة والتّمسّك بالقيم النّبيلة بعيدًا عن العنف والتّطرّف، مُشدّدًا على أهمية نشر الفكر المُستنير ومواجهة خطاب الكراهيّة، والاعتماد على القيم الثقافيّة والإنسانيّة المستندة إلى الدّين الإسلاميّ والحضارة العربيّة العريقة.
ونوَّه الفايز إلى أنَّ الكتاب يُشكِّل إضافة نوعيّة للمكتبة الوطنيّة، ويُعدُّ لبنة مهمّة لطلبة الجامعات والباحثين في مجالات مكافحة الإرهاب والتّطرّف، مُعربًا عن أمله في أن يكون هذا الجهد محلّ تقدير وتشجيع من الجهات المعنيّة لدفع الباحثة الزغول للمضي في المزيد من الدّراسات والبحوث.
وفي مُداخلته العلميّة، قدّم الزيود قراءة نقديّة تحليليّة معمقة للكتاب والنّموذج العلميّ الذي تضمّنه، مؤكدًا أنَّ هذا العمل يُشكّل نقلة نوعيّة في الفكر التربويّ العربيّ؛ كونه يتناول ظاهرة التّطرّف العنيف من منظور علميّ تربويّ، وليس أمنيّّا فقط، ويقدّم حلولًا واقعيّة تستند إلى التّعليم والتّنشئة الفكريّة السّليمة.
وأوضح الزيود أنَّ المعالجة الفكريّة للتّطرّف تبدأ من المدرسة والجامعة، عبر بناء بيئات تعليميّة محفّزة على التّفكير الحُر والمسؤول، وتزويد الطّلبة بالقدرة على تحليل المعلومات وتمييز الخطاب المُضلل، معتبرًا أنَّ تمكين النشء من مهارات التّفكير النقديّ والوعي الرّقميّ والتّفكير الوقائيّ هو الأساس لتحصينهم من الانجراف وراء الخطابات المتطرّفة في الفضاء الإلكترونيّ.
وأشار إلى أنَّ الكتاب الّذي أعدّته الباحثة الزغول يُقدّم أوّل نموذج عربيّ مُتكامل لمهارات التّفكير المضاد للتّطرّف، ويقوم على منهج التّعلم البنائيّ الّذي يركّز على تمكين المتعلّم من اكتساب المعارف والمهارات عبر الممارسة والتّطبيق الواقعيّ، وهو ما ينسجم تمامًا مع التّوجهات الحديثة في التّعليم وفلسفة كلّيّة العلوم التربويّة في الجامعة الأردنيّة.
وفي سياق متّصل، ثمّن الزيود جهود الباحثة الزغول في توظيف الإعلام كأداة تعليميّة للتنوير الفكريّ، موضحًا أنَّ التّكامل بين المدرسة والجامعة والإعلام هو الطريق الأمثل لبناء حصانة فكريّة جماعيّة ضد التّطرّف الرّقميّ وخطاب الكراهيّة.
من جانبها، أكّدت الإعلاميّة والباحثة سونيا الزغول أنَّ كتابها “كيف يَصِلون إليك” يُقدّم أوّل نموذج عربيّ بنائيّ مُتكامل لمهارات التّفكير المضاد للتّطرّف، نابع من خصوصيّة البيئة الثقافيّة العربيّة ومستند إلى البحث العلميّ الرّصين والتّطبيق التربويّ الواقعيّ، وبيّنت أنَّ العمل يهدف إلى دعم الاستراتيجية الوطنيّة الأردنيّة لمكافحة الإرهاب والتّطرّف العنيف من خلال التّعليم، موضحة أنَّ الكتاب يتضمن خمس فصول تغطي مفهوم الحماية الفكريّة، وآليات التّحوّل من التّطرّف إلى العنف، ودور الإعلام في المواجهة، وصولًا إلى تقديم النّموذج البنائيّ العربيّ.