
فادية العتيبي – في رحلةٍ ثرية تمتزجُ فيها المبادرات الإنسانيّة والزيارات الميدانية، وتتأجج فيها روح التحدي وحب المغامرة؛ يجد طلبة الجامعة الأردنيّة المشاركون في برنامج “سابلة الحسن” في نسخته للعام 2025، الذي أطلقته جائزة الحسن للشباب قبل أيام، أنفسهم أمام فرصة فريدة لاكتشاف قدراتهم البدنية، وتنمية مهاراتهم الفكرية، وصقل شخصياتهم، وتحويل أحلامهم إلى حقيقة.
ومع كلّ محطة من محطات الرحلة الممتدة على مدار (11) يومًا، يتجدّد فيهم الشغف لخدمة وطنهم، وتتعاظم مسؤولياتهم تجاه مجتمعهم، وتزهر في قلوبهم روح التحدي التي تدفعهم إلى اكتشاف ذواتهم وتطوير قدراتهم الشخصية والأكاديمية، بما ينعكس على مسيرتهم الدراسية الجامعية وحياتهم المستقبلية. إنّها باختصار تجرِبة تختزل رسالة التعليم في أبهى صورها، وتتمثّل في صناعة إنسان فاعل، مؤمن بقيمه، محب لمجتمعه، طامح إلى تحقيق أهدافه، وصناعة مستقبل مشرق له ولوطنه.
تجرِبة متكاملة جديدة يخوضها الطلبة الـ (10) المشاركون، إلى جانب (51) طالبًا وطالبة من جامعات أردنية رسمية وخاصة، ومجموعة من الشباب العربيّ من فلسطين، والعراق، وسوريا، ومصر، حيثُ تُعد بمثابة مدرسة يتعلّمونَ فيها كيفية التفاعل مع المجتمع وخدمة أوطانهم، وتغرس فيهم أسمى القيم الإنسانيّة النبيلة من عطاء ومواطنة صالحة، كما تحفّز لديهم روح المبادرة والرغبة في الإبداع.
طلبة الجامعة الأردنيّة على أعتاب نيل لقب “المغامرون” عبر برنامج “سابلة الحسن”
وإذا كان من المهم مشاركتهم في هذه التجرِبة التي تنبض بالحياة، فإن الأهم من ذلك كله ما ينتظرهم بعد إنجاز مهمتهم بنجاح، وهو حصولهم على شهادة تقدير وحصد لقب “المغامرون”، مثبتين لكلِّ من حولهم أن هذا اللقب لم يأتِ من فراغ، بل جاء لما يحملونه من شغف في قلوبهم، وعزم يوجّه خطاهم، ومسار خاضوه بكلِّ إرادة وإصرار لنيل لقب يليق بهم.
حمزة الرفاعي، وداليا بني عيسى، وسديل النويرات، ونور المحتسب، وبراءة البراج، ونورا الشيخ ذيب، وكامل العجارمة، ولين زهران، وزينا عطية، وأخيرًا الزواهرة؛ جميعهم طلبة من كليات مختلفة في الجامعةِ الأردنيّة، أبدوا منذ انطلاقة البرنامج لهذا العام حماسًا مطلقًا للمشاركة في هذه الرحلة الاستكشافية، التي ستكون بالنسبة لهم مساحة حرة تسهم في تنمية خبراتهم وتطوير مهاراتهم.
وأكّدَ الطلبة أنّ مشاركتهم تُعدّ فرصة ذهبية لاكتساب المعرفة العمليّة والخبرات الواقعية خارج أسوار الجامعة، إذ تتيح لهم التعلّم من خلال التجرِبة والممارسة، وتطوير مهاراتهم في مجالات متنوعة مثل العمل الجماعي، وحل المشكلات، والتواصل، إلى جانب تحفيزهم على استكشاف ما حولهم وتشجيعهم على البحث ومعرفة كل ما هو جديد ومفيد.
وجدير بالذكر أن “سابلة الحسن” هي أحد برامج جائزة الحسن للشباب، وهي مغامرة شبابية تقوم على استكشاف البيئة الأردنيّة وعلاقتها بالمجتمعات الريفية والبدوية والمدنية. وترتكز على ثلاثة محاور أساسية: المساهمة في الأبحاث العلمية أو المشاريع البيئية أو الدراسات الميدانية، وتقديم الخدمات العامة والتفاعل الاجتماعي، فضلًا عن المغامرات الاستكشافية للطبيعة الأردنية.
وفي تصريح صحفي، قالت مديرة الجائزة الدكتورة خولة الحسن إن “سابلة الحسن” ومنذ انطلاقتها عام 1991 أسهمت في إعداد جيل من الشباب المبدع القادر على خدمة وطنه ومجتمعه، معربة عن فخرها بانطلاق هذه النسخة من البرنامج، ومؤكّدة أن “سابلة الحسن” ليست مجرّد مسير استكشافيّ، بل هي تجرِبةٌ حياتية متكاملة تشكّل مدرسة للقيم والإنسانيّة، وتغرس في الشباب مبادئ العطاء والمواطنة الفاعلة وروح المبادرة والإبداع.
ونوّهت إلى أن أجندة البرنامج لهذا العام حافلة بالمحاضرات التوعوية المتخصصة حول قضايا حيوية مثل المياه، والريادة والابتكار، والجرائم الإلكترونية، ومكافحة المخدرات، إضافة إلى زيارات لمواقع تاريخية ووطنية بارزة، وأخرى لمؤسسات عسكرية ووطنية رائدة في مجالات الإعلام والبحث العلميّ والصناعة. كما يتضمن البرنامج فعاليات ثقافية وشبابية متنوّعة، ورحلة إلى مواقع الثورة العربية الكبرى، والرصد الفلكي، وتجهيز مساعدات إنسانيّة لأهل غزة، لافتة في الوقت ذاته الى ان البرنامج سيختتم بحفل يقام في السادس عشر من الشهر الجاري، تستضيفه الجامعة الأردنية.