أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) - قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ريادة الأردن طبيا في السلم والحرب، برعاية صاحبة السمو الملكي الاميرة منى الحسين المعظمة، حول مستقبل التعليم، إن هناك مجموعة من المتغيرات والتحديات التي ستعيد تشكيل مستقبل التعليم خلال السنوات العشر القادمة.
وأوضح عبيدات أن أهم التحديات التي تواجه مستقبل التعليم، تتضمن التقدم التكنولوجي السريع، بما ينسحب على التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، إلى تمكين الأجيال القادمة وتعزيز وظائف الكمبيوتر وقدراته، ما سيؤثر بلا شك على العالم والاقتصاد والتعليم، إضافة إلى التطور السريع في المعرفة، الذي من شأنه التأثير على وظيفة وأهداف الجامعات، إلى جانب العوامل الاجتماعية والتغيرات الاقتصادية التي تتطلب إعادة تشكيل أولوياتنا التعليمية، ما يتطلب من الجامعات تغيير وظائفها وأهدافها، مشيرًا إلى أنّه لا بد أن يكون المجتمع متقبلًا لهذه التغييرات.
وطالب عبيدات أن تعمل الجامعات على إعادة تشكيل اتجاهات وقيم الطلبة لغرس المسؤولية والقدرة على حل المشكلات، وتزويدهم بالمهارات التي تعزز المواطنة النشطة والمسؤولة والتشاركية، وإكسابهم المهارات اللازمة لإتقان وظائفهم منذ اليوم الأول، إلى جانب إقامة شراكات مع الصناعات لإجراء البحوث التي تؤدي إلى الابتكار والإبداع وتصنيع منتجات جديدة، في الوقت الذي يجب على المجتمع أن يفهم أن الجامعة تقوم بإعداد الطلبة للوظائف، لكنها ليست مسؤولة عن خلق فرص العمل.
وحول كيفية استعداد الجامعات للتغيرات الجديدة، أوصى عبيدات بضرورة إعادة تشكيل وتطوير أعضاء هيئة التدريس الذين يدركون أهداف التعليم الجديد، من خلال خلق المنح الدراسية وورش العمل وتوفير فرص التطوير المستمر لأعضاء هيئة التدريس، وإنشاء برامج جديدة تخدم أهدافه الجديدة مع مراجعة البرامج القائمة في الوقت نفسه، وتطوير البنية التحتية لتتوافق مع طرق التدريس الجديدة والتعليم الرقمي الحديث، ومنح الجامعة الحرية والاستقلال الأكاديمي والمالي الحقيقي، وتنفيذ عملية اختيار مدروسة لطلبتها.
ويرى عبيدات أن أبرز التحديات المستقبلية للتعليم تتمثل في الاستجابة للتغيرات السريعة في المعرفة، إذ تتطلب تحولًا سلسًا من التدريس إلى تعزيز ثقافة التعلم، وإعداد الطلبة لا فقط للمعرفة فحسب، بل كذلك لتطبيق معرفتهم بفعالية، ودمج التعليم المهني في البرامج الأكاديمية، مع وجود حاجة ملحة إلى التكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا، التي تتطلب توافر الفصول الدراسية الذكية، ومرافق الإنترنت، ومحتوى التدريس المحدث، لافتًا إلى التحديات المالية في ظل عدم كفاية الدعم الحكومي، ما يستوجب على الجامعات أن تسعى جاهدة لتحقيق الاستقلال المالي.