أخبار الأردنية :: الجامعة الاردنية :: عمان :: الأردن خلال افتتاح أعمال المؤتمر الأردني الأول للصحة...
  • 24 - May
  • 2023

خلال افتتاح أعمال المؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية "نحو صحة نفسية أفضل للجميع"
رئيس الجامعة الأردنية: على الجامعات العمل على دمج الصحّة العقليّة في سياسات التّعليم والعمل والعدالة والإسكان

​"عبيدات": تؤكّد دراسات منظّمة الصحّة العالميّة أن النساء والشباب هم الأكثر تضررا بعد الجائحة فيما يتعلق بخدمات الصحة النفسية​

أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) سناء الصمادي - أكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات أن المؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية  "نحو صحة نفسية أفضل للجميع"، الذي يعقده قسم علم النفس في كلية الآداب في الجامعة الأردنية، يشكّل الخطوة الأولى من أجل تحسين الرعاية الصحّيّة العقليّة والدّعم النفسيّ والاجتماعيّ.

وأشار، في كلمة ألقاها خلال رعايته افتتاح المؤتمر اليوم، إلى أننا ما زلنا بحاجة أكثر من أيّ وقت مضى إلى الاعتراف بأنّ الحصول على الرعاية الصحّيّة العقليّة والدّعم النفسيّ والاجتماعيّ أمر حيويّ، وحقّ من حقوق الإنسان، وأنّنا سنتّحد منذ اليوم ونستفيد من جهودنا الجماعيّة لضمان وصولنا إلى آفاق جديدة. 

وقال إن المؤتمر جاء لتبادل الخبرات والتجارب، واستكشاف آفاق تطوير مجال الصحة النفسية في الأردنّ، من أجل تحسين الرعاية الصحّيّة العقليّة والدّعم النفسيّ والاجتماعيّ، مشيرًا إلى أن جودة رعاية الصحّة العقليّة والخدمات النفسيّة والاجتماعيّة بطبيعة الحال أقلّ بكثير من جودة خدمات الرعاية الصحّيّة الأخرى.

وبين عبيدات أن هناك دراسات لمنظّمة الصحّة العالميّة تؤكّد أنّ المجموعات الأكثر تضرّرًا في السّنوات الأخيرة، خاصّة بعد جائحة كورونا فيما يتعلّق بخدمات الصحة النفسية كانت النّساء والشّباب، تحديدًا أولئك الّذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عامًا.

وحسب عبيدات، فإنّ إحدى النّتائج المقلّقة بشكل خاصّ للدراسة الاستقصائيّة التي أجرتها منظّمة الصحّة، تتمثّل في أنّ خدمات الصحّة العقليّة كانت الأكثر تضرّرًا من الجائحة، خاصّةً الفئات الأكثر ضعفًا مثل كبار السّنّ والأطفال، مضيفًا أنّ الخدمات المنقذة للحياة مثل الخدمات النّفسيّة الطّارئة وإدارة الجرعة الزّائدة وبرامج الوقاية من الانتحار فقد تعطّلت آنذاك، فيما سلّط كوفيد-19 في الوقت نفسه الضّوء على الفجوات في قدرة النّظم الصحّيّة على معالجة حالات الصحّة العقليّة، بينما لا يزال الاستثمار في الصحّة العقليّة منخفضًا، ولا تزال وصمة العار المحيطة بها مرتفعةً.

وقال إننا نشهد في أوقات الأزمات، وحين نحتاج إلى مزيد من خدمات الصحّة العقليّة ذات الجودة الأفضل، تراجع العالم بسبب عدم كفاية الاستثمار في هذا المجال.

وأضاف أن منظّمة الصحّة العالميّة أشارت إلى وجود فرصة لإعادة البناء بشكل أفضل، من خلال توسيع نطاق توفير خدمات الصحّة العقليّة المجتمعيّة، ودمج الصحّة العقليّة في الرّعاية الصحّيّة الأوليّة، بوصف ذلك جزءًا من جهود الدّول للوصول إلى تغطية صحيّة شاملة.

وأكد عبيدات أنّ لا بد على هذا المؤتمرأن يبحث عن طرق لمعالجة عوامل الخطر المسلّطة على الصحّة العقليّة، بما في ذلك العنف وسوء المعاملة والإهمال؛ وتحسين تنمية الطّفولة المبكّرة؛ وحظر المبيدات الحشريّة المرتبطة بخمس حالات الانتحار على مستوى العالم.

وأكمل بأنّه لا بدّ من العمل على بناء شبكات مجتمعيّة من الخدمات التّي تبتعد عن الرّعاية الاحتجازيّة في مستشفيات الأمراض النّفسيّة، ودمج خدمات الصحّة العقليّة في الرّعاية الصحّيّة الأوليّة، وعلى الجامعات العمل على دمج الصحّة العقليّة في سياسات التّعليم والعمل والعدالة والإسكان.

وطالب عبيدات بإيجاد الرّوابط بين الصحّة العقليّة والصحّة العامّة وحقوق الإنسان والتّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة، الأمر الّذي لا بدّ أن يؤدّي إلى تحقيق فوائد حقيقيّة وموضوعيّة للأفراد والمجتمعات والبلدان في كلّ مكان.

وتابع بالقول إنّ المؤتمر جاء في وقت نحن بأمس الحاجة له ولمخرجاته التّي ستأتي في صالح فئة، يتطلّع أفرادها وعائلاتهم وأصدقاؤهم لأيّ فرصة للمساعدة، كما يجب أن تلعب المؤسّسات الصحّيّة المختلفة دورها الطّبيعيّ في صياغة هذه المخرجات، وأن تقدّم لأصحاب القرار خطوةً أولى للالتزام بها، مدبيًا أمله في أن يشكّل المؤتمر فرصةً للتّبادل المثمر للخبرات والمعرفة، وأن يوفّر منصّةً للتّعاون بين المشاركين.

بدوره، أكد رئيس المؤتمر مستشار أول الطب النفسي الدكتور وليد سرحان أن الهدف الأسمى من المؤتمر يتمثّل في وضع الصحة النفسية في مكانها المناسب ضمن المنظومة الصحية، وذلك بجمع العاملين والباحثين في هذا المجال من مختلف التخصصات للعمل على رفع المستوى المهني والعلمي في هذا المجال.
وأشار إلى أن المؤتمر الأردني الأول للصحة النفسية، الذي تنظمه الجامعة الأردنية، جاء بمبادرة من قسم علم النفس في كلية الآداب، وبمشاركة فاعلة من الكليات والأقسام المعنية في الجامعة ككليات الطب والتمريض والصيدلة والعلوم التربوية وعلوم التأهيل وتخصّص العمل الاجتماعي في كلية الآداب.
من جهتهه، بين رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر المدير الفني لمركز مستشفى الرشيد للطب النفسي والإدمان الدكتور علي علقم أن المؤتمر يشهد مشاركة جميع المهنيين والباحثين والدارسين في مجال الصحة النفسية من الأردن والمنطقة العربية، وأنّ أعماله ستستمرّ لثلاثة أيام، على أن تُقدّم فيه 33 جلسة علمية نقاشية و130 ورقة علمية، إضافة إلى 21 ورشة عمل باللغتين العربية والإنجليزية، تهدف إلى تبادل الخبرات والمهارات ورفع مستوى الصحة النفسية.
وأشار إلى أن المؤتمر يشمل المُختصّين من مجالات عدّة، منها: الطب النفسي، وعلم النفس، والتمريض النفسي، وعلم الاجتماع والبحث الاجتماعي، والإرشاد النفسي، والصيدلة، والتربية الخاصة، والداعمين للصحة النفسية، والتأهيل النفسي، والأمن العام، والقضاء، والمهتمين بهذا الشأن.
ولفت رئيس الاتحاد الدولي لعلم النفس الدكتور هيرمان جوتيريس إلى أن المؤتمر، الذي يحمل شعار "نحو صحة نفسية أفضل للجميع"، جاء للارتقاء بالصحة النفسية التي لم تعد ترفا بل ضرورة ملحة، لا باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة وحسب، بل لأنها تشكل الحصانة والضمانة لمنعة مجتمعية عامة تساعد أفراده على التعاطي الإيجابي مع مختلف التحديات ومتطلبات الحياة التي تزداد ضغطا.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر رئيس قسم علم النفس الدكتور أحمد الشيخ إن المؤتمر ذو أهمية خاصة، إذ يتناول مختلف القطاعات ذات الصلة بالصحة النفسية ضمن إطار تكاملي يكرس مبدأ التشارك والانفتاح لتحقيق أهدافه التي يتخصرها الشعار الذي تبناه "نحو صحة نفسية أفضل للجميع".
وأضاف أنّ المقصود بالجميع هنا لا يتعلق بالمستفيدين من الخدمة وحدهم، بل كل المنشغلين في الصحة النفسية من أكاديميين ومهنيين ومؤسسات وعيادات ومستشفيات ومنظمات وجمعيات دولية ومحلية.
وزاد بأنّ المؤتمر ينوّع بين مهن الصحة النفسية المختلفة، وفق منظومة تشير بوضوح إلى أن الصحة النفسية مهمة للجميع، ولا يمكن ان تتحقق بوصفها مشروعًا تنمويًّا إلا من خلال العمل معا، مبديًا تطلعه لأن يكون المؤتمر بوابة تؤدي إلى توصيات يستفيد منها صناع القرار، سواء مؤسسات الدولة أم الجامعات أم غيرها، تحديدًا على مستوى التشريعات والقوانين واستحداث وتطوير البرامج الأكاديمية، بما يتوافق مع حاجات المجتمع المعاصرة.
وخلال حفل افتتاح المؤتمر، كرم عبيدات رواد الصحة النفسية في الأردن، والداعم البلاتيني للمؤتمر مركز مستشفى الرشيد، والداعم الفضي أدوية الحكمة، ثمّ افتتح معرضًا للتوعية في مجال الصحة النفسية والعقلية. 
وسيتناول المؤتمر المحاور التالية: الاضطرابات النفسية في مراحل العمر، والعلاج النفسي والعلاج الدوائي، وعمل الفريق النفسي متعدد الاختصاصات، والإدمان والانتحار، ومحاربة الوصمة في الصحة النفسية، والعلاج النفسي عن بعد، ودور المؤسسات المختلفة في الصحة النفسية، وتطوير المهن النفسية، والصحة النفسية في بيئة العمل، والصحة النفسية في الحروب والصراعات، والعوامل الثقافية والجندرية في الصحة النفسية، والعلاقة التكاملية بين النفس والجسد والمجتمع، والرعاية النفسية الأولية، والإسعاف النفسي، والقياس والتقييم.