
أطلقت صاحبة السموّ الملكيّ الأميرة غيداء طلال، رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، في فندق حياة عمّان “المبادرة العربيّة للسيطرةِ على السرطان”، التي تهدف إلى توحيد الرؤى والجهود البحثيّة بين الدول العربية، وتقديم حلول مشتركة قائمة على المعرفةِ والتّخطيط العلميّ طويل الأمد، بهدف تحسين الاستجابة الإقليمية للسرطان وتطوير جودة الرعاية الصحية للمرضى.
وجاءَ إطلاق المبادرة، التي نظّمتها الجامعة الأردنيّة ممثلةً بمركز العلاج بالخلايا الجذعية، وبرنامج محفّز الصّحة العالميّة، ومجلة “ذا لانست” العالميّة، بحضور رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات، ونوّابه، وجمع من الأطباء والخبراء والأكاديميين وممثلي القطاع الصحي في الأردنِّ وخارجه.
وأكّدت سموّها، في كلمةِ ألقتها خلال حفل إطلاق المبادرة، أنّ توحيد الجهود العلميّة والبحثيّة في مجال أمراض السرطان لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة حتمية لمواجهة التحديات المتزايدة، مشيدةً بالتقدّم العلميّ والبحثيّ الذي حققته المؤسسات الأردنية والعربية في هذا المجال، ومؤكّدة في الوقت ذاته أنّ الاستثمار في التعاون الإقليمي هو السبيل إلى مستقبل صحي أكثر عدالة وفعالية.
وقالت إنّ هذا العمل يعكس قوة التعاون الوطني، معربةً عن شكرها وتقديرها للجامعة الأردنيّة، ممثلة برئيسها، على جهودها في توحيد الطاقات ودفع هذه المبادرة نحو الأمام برؤية واضحة. كما أعربت سموّها عن امتنانها لمجلة “ذا لانست” لتركيزها على الأبحاث المبتكرة الصادرة عن المؤسسات البحثيّة في المنطقةِ العربية، والمبنية على معايير التميّز العلمي والقيادة الصحية العالمية.
وأشارَ مدير مركز العلاج بالخلايا الجذعية، الدكتور عبد الله العويدي العبادي، إلى أبرز ملامح التعاون الإقليمي القائم بين الأردنِّ ودول الخليج العربي، منوّهًا بما نتج عن تلك الشراكات من إطلاق مشاريع بحثية مشتركة، وبلورة سياسات صحية وطنية تضع مريض السرطان على رأس الأولويات، ولافتًا إلى إطلاق سلسلة “ذا لانست أونكولوجي – الشرق الأوسط” بوصفها إنجازًا نوعيًّا يُسلّط الضَّوء على الخبرات العربية في مجال أبحاث السرطان.
من جانبه، أوضح عميد البحث العلمي في الجامعةِ الأردنيّة، الدكتور ياسر ريان، أهمية تعزيز البنية التحتية للقطاع الصحي في المنطقة، ولا سيما في مجال أورام سرطان الأطفال، مشيرًا إلى التقدم الملحوظ في التعاون بين الأردنِّ والسعودية في إنشاء سجلات وطنية للسرطان، وتوسيع برامج الكشف المبكر، داعيًا إلى إنشاء سجل موحّد على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتعزيز تبادل البيانات والخبرات وتنسيق الجهود المشتركة.
وقدّم رئيس تحرير مجلة “ذا لانست أونكولوجي” (The Lancet Oncology)، البروفيسور ديفيد كولنجريدج، عرضًا شاملاً لسلسلة الأوراق العلمية التي نُشرت مؤخرًا في المجلة، مؤكّدًا أنّ دعمَ الأبحاث الميدانية، وتوحيد السياسات، وتعزيز التوعية المجتمعية، يشكّل ركائز أساسية لبناء أنظمة صحية مرنة ومستدامة في المنطقة، مشيرًا إلى أن التعاون القائم بين الأردنّ والسعودية أصبح منصة فاعلة لرسم السياسات الإقليمية للسيطرة على السرطان.
وخلال حفل إطلاق المبادرة، التي جاءت بمشاركة مركز الحسين للسرطان، والجامعة الأردنيّة، ووزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية، إلى جانب خبراء وممثلين عن مؤسسات صحية من دول عربية مثل السعودية، وقطر، والإمارات، والعراق، والبحرين، جرى عرض فيديو تسجيلي يوثّق سلسلة “ذا لانست أونكولوجي – الشرق الأوسط”، التي سلّطت الضَّوء على سبل السيطرة على السرطان في منطقة الشرق الأوسط.
ويُعدّ حدث إطلاق المبادرة نقطة تحوّل وطنية في الأردنِّ، من شأنه التركيز على السياسات المتعلقة بمرض السرطان، بما يسهم في صياغة أوّل ورقة سياسات وطنيّة أردنيّة للسرطان.