مصطفى المومني- استضافت كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية سيادة الشريف ناصر بن ناصر، يرافقه سيادة الشريف غازي بن ناصر، للحديث حول تحديات وتطلعات الأمن الوطني في عهد الثورة الصناعية الرابعة، بحضور عميد الكلية الدكتور محمد خير عيادات، ونواب ومساعدي العميد وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية.
وخلال كلمته رحب عيادات بسيادة الشريف ناصر وسيادة الشريف غازي على تواجدهما في أكناف كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية في ربوع الجامعة الأردنية، وقال إننا في هذه الكلية نتحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز الحوار المعرفي بين طلبة الكلية، بما يسهم في منعة الأردن ودعم جهود الأجهزة الأمنية ضمن سلسلة حوارات هادفة تسهم في صقل شخصية طلبة الجامعة في بوتقة حب الوطن.
وخلال الجلسة التي أدارتها الدكتورة شيرا محاسنه، استعرض سيادته ملامح المرحلة السياسية الحالية على السياق الدَّولي والإقليمي والمحلي، من خلال طرح ومناقشة أبرز آثار الثورة الصناعية ودورها في التأثير على القدرة الزمنية لتوفير المعلومات وتبادلها والتقليل من تكلفة توفيرها، مما أتاح الوصول إلى هذه المعلومات لجهات متطرفة ومتزمتة، ساهمت في تطوير عقليات إرهابية شكلت خطورة على المجتمعات، كما ساهمت الثورة في توفير كم هائل من المعلومات المغلوطة بقصد الخديعة والتضليل لتمويل تلك الجهات بهدف توسيع بقع الصراع، وأشار إلا أنّ الذكاء الاصطناعي وفر معلومات حول امتلاك وصناعة أسلحة كانت حصرًا على الدول، ممّا أثّر على سباق التسلح والقوة في موازين الدول العظمى.
وبيّن سيادته أنّ السيطرة على هذه الثورة ليس بالأمر السهل خاصة أنها تدار وتمول من قبل قطاعات تجاريّة وصناعيّة لها حضور وسيطرة تضاهي قوة دول عظمى، ولها المقدرة على حل وخلق مشكلات وصراعات، كما لها تأثير جيوستراتيجي يخدم أجندة ومصالح خاصة، وظهر ذلك جليًا في الانتخابات الرّئاسية الأمريكية، فلا بدّ لنا من إعادة النظر في مفهوم الأمن القومي في ظل هذه الثورة بما يتناسب مع متغيرات الواقع التكنولوجي المتسارع.
ويعدُّ سيادة الشّريف ناصر شخصيّة بارزة ومرموقة في مجال تحليل المخاطر والأمن الإقليمي والبحث العلمي والتحليل الاستراتيجي المتقدّم، كما يشغل سيادته منصب رئيس مؤسسة AMBIT Advisory، كما يعمل سيادته مستشارًا في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وترتكّز أبحاثه على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة لا سيما في مجالات الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة، وأسلحة الدمار الشامل.
وخلال الندوة التي شهدت تفاعلًا وحضورًا لافتًا استمع سيادته إلى مجموعة من الأسئلة من طلبة الكلية تناولت عدّة محاور حول الصعيد الإقليمي والعربي والأردني، وتناقشوا حول آثار الثورة الصناعية الرابعة وانعكاساتها على الأمن القومي، وحول أبرز التحديات التي تواجه الدول النامية ومنها الأردن في المضي في ركب هذه الثورة.
وفي نهاية الندوة وجّه سيادته رسالة إلى طلبة الكلية وطلبة الجامعات كافّة بضرورة التّميز في العمل والتحلي بالأخلاق الحميدة والسعي الدائم والدؤوب نحو طلب المعرفة بهدف المعرفة نفسها فذلك هو مِفتاح النجاح وعنوان رقي الشعوب.
بدورها أكدت محاسنه على أهمية تنظيم مثل هذه الندوات واللقاءات الحوارية التي تجمع الخبراء والمختصين بطلبة الكلية لما لها من اثر مباشر في إضفاء مزيد من المعرفة التي تعزز من فاعلية دراستهم الجامعية وربطها بالجانب العملي ومدى انعكاساتها على الساحة الدولية ما يعزز من كفاءاتهم وقدراتهم ومهاراتهم التحليلية والنقدية.