أخبار الجامعة الأردنية - " تحديد بدايات الشّهور القمريّة بين الفقه والفلك" ندوةٌ حواريّة يعقدها(الثقافي الإسلامي) في الجامعةِ الأردنيّة.
  • 25 - Mar
  • 2025

" تحديد بدايات الشّهور القمريّة بين الفقه والفلك" ندوةٌ حواريّة يعقدها(الثقافي الإسلامي) في الجامعةِ الأردنيّة.


فادية العتيبي- عقدَ المركز الثّقافيّ الإسلاميّ في الجامعةِ الأردنيّة برعايةِ نائب الرّئيس لشؤون الكليّات العلميّة، وبالتّعاون مع كليتي الشّريعة والعلوم ندوة حواريّة بعنوان" تحديد بدايات الشّهور القمريّة بين الفقه والفلك"، تحدّث فيها عن الجانبِ الشّرعي وزير الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلاميّة الأسبق أستاذ الفقه وأصوله الدّكتور عبد النّاصر أبو البصل، وعن الجانب الفلكيّ المتخصّصة في الفيزياء الذّريّة والجزيئيّة لتطبيقات علوم الفضاء وعضو هيئة التّدريس في قسم الفيزياء الدّكتورة آلاء العزّام، وأدارها عميد كليّة الشّريعة الدّكتور عبد الرّحمن الكيلاني.

وجاءَ انعقاد هذه النّدوة المتخصّصة الّتي استهدفت علماء شرعيين، وخبراء متخصّصين في علم الفلك، وأكاديميين وأعضاء هيئة تدريس بحسب مدير المركز الدكتور إبراهيم برقان مندوبًا عن نائب الرئيس، بهدف مناقشة مسألة إثبات الشّهر القمريّ بالحسابات الفلكيّة، وكيفية التّعامل مع علم الفلك، وللوقوف على رأي الشّرع في إمكانية تحديد بدايات الأشهر القمريّة استنادًا إلى الرّؤية الفلكية، مشيرًا إلى أنّ ما ستفضي إليه الندوة من محاور ونتائج سيتمّ عرضها في ندوة تعقد لاحقًا يشارك فيها طلبة الجامعة.

ومن جانبه أوضح الكيلاني أنّ الله تعالى قد بيّن في كتابِه الحكيم، أنّ آيات الشّمس والنهار هي آيات عظيمة  ينبغي أن تكون محلّ تفكّر المسلم دائمًا، وقد ارتبطت عبادات المسلم من صلاة وصيام وحج بمواقيت تُعدّ عند العلماء أسبابًا لوجوبها، مشيرًا إلى أنّ الصّلاة ارتبطت بالشّمس وبشروقها وبغروبها وبظل الإنسان فيها، والصّيام ارتبط بالقمر، ما يجعل بدايات الأشهر القمريّة مرتبطة بأركان الإسلام وبالرؤية، الأمر الذي اعتمده الفقهاء من قبل في تحديد بدايات الشّهر، ومنوها إلى أنّ ظهور علم الحسابات الفلكية كان مع التطور العلمي، والذي يمكن من خلاله تحديد بداية الشّهر القمريّ بدقةٍ كبيرةٍ بالاستناد إليه مع مراعاة بعض الضّوابط.

وخلال النّدوة، أكَّد أبو البصل أنّ من الصّعب الحسم في موضوع تحديد بدايات الأشهر القمرية فلكيًّا وشرعيًّا، لورود كثير من الإشكالات الواردة حيال هذا الموضوع ولتعدد الآراء حول كيفيّة التّعامل مع الحسابات الفلكيّة، مشيرًا إلى هذه النّدوة ليست الأولى التي تتناول هذا الموضوع ولن تكون الأخيرة.

ودعا أبو البصل - من وجهة نظره - إلى التّوفيق ما بين النّاحيتين العلميّة والفقهيّة، والاستعانة بالحسابات الفلكيّة إلى جانب الرؤية في سبيل التّيسير على النّاس ولتجاوز الكثير من العقبات الّتي تجعل منهم مختلفين في كلِّ مناسباتهم، مع إبقاء الأمر الشّرعيّ على ما هو عليه، منوهًا إلى أنّ هناك إجماع على اعتماد الحساب الفلكيّ في الإثبات لردّ الشّهادة في حالةِ الاستحالة، وأنّ وحدة البلد الواحد في مسألة الصيام والإفطار مبدأ ثابت.

من جانبها قالت العزام: إنّ تنظيمَ مثل هذه النّدوة الّتي تجمع في محاورها ما بين الجانبين الفقهيّ، والفلكيّ تُعدُّ بمثابةِ فرصةٍ مميّزةٍ لتوضيح الدّقة العالية الّتي توفرها الحسابات الفلكيّة في تحديد بدايات الشّهور القمريّة، وكيف يمكن الاستفادة منها بطرقٍ بسيطة وسريعة.

وأشارت إلى أنّ مناقشات النّدوة من قِبل أصحاب الاختصاص أضفت بُعدًا فقهيًّا مهمًّا، ما يُسهِم في تقديم رؤية متكاملة حول العلاقةِ بين العلمِ، والفقه في هذا المجال، منوهة إلى أهميّة هذه الحوارات في تعزيز الفهم المشترك بين الفلك والفقه، بما يخدم المجتمعات الإسلاميّة بشكلٍ عام والمجتمع الأردنيّ بشكلٍ خاصّ في تحديد بدايات الأشهر القمريّة بدقةٍ ووضوحٍ.​