سهى الصبيحي – تحت عنوان "معًا من أجل صرف صحيّ أفضل –حلول لا مركزية للصرف الصحيّ المستدام في الأردن"، نظّم مركزُ المياه والطاقة والبيئة في الجامعة الأردنية بالتعاون مع منظّمة بريمين للأبحاث والتنمية الخارجية الألمانية (BORDA) اليومَ ورشةَ عملٍ متخصّصة جمعتْ نخبةً من الخبراء والأكاديميين وممثلي الوزارات والمؤسّسات المعنية والمنظّمات الدَوْلية والقطاع الخاصّ؛ لمناقشة التحديات والحلول المبتكرة في مجال الصرف الصحيّ المستدام.
في كَلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أعرب مديرُ المركز الدكتور خلدون شطناوي، عن أهميةِ هذا الحدث الجامعِ لمختلفِ القطاعات المعنية من أصحاب القرار ورؤساء الجامعات والباحثين، وقدّم نبذةً عن الجامعةِ ومركز المياه والطاقة والبيئة ودورِهما الرياديّ في معالجة القضايا الوطنية الملحّة، كشحِّ المياه والطاقةِ المتجدّدة والمياهِ العادمة وغيرها، كما بيّن أنّ الورشةَ تهدفُ إلى تبادل الخبرات والأفكار لإيجاد حلول مبتكرة لأنظمة الصرف الصحيّ.
بدوره، أكّد مساعدُ أمين عام سلطة المياه للتشغيل والمحافظات المهندس سفيان البطاينة، أنّ الحاجةَ إلى تطوير خدمات الصرف الصحيّ لم تُعَدَّ رفاهيةً بل ضرورةً ملحّة، خاصّةً في ظلّ الفقر المائيّ الذي يعاني منه الأردن، ممّا يستدعي التفكيرَ خارجَ الصندوق، وأشار إلى أنّ معظمَ محطّات التنقية المركزية البالغ عددُها 29 تنتجُ 200 مليون متر مكعب من المياه المعالجة سنويًا، مشدّدًا على أهمية التوجّه نحو حلول لا مركزية وإبداعية، نظرًا لارتفاع تكلفة توصيل خدمات الصرف الصحيّ المركزية في بعض المناطق.
من جانبه، أوضحَ مديرُ مشروع الصرف الصحيّ في BORDA أنس أبو خلف، أنّ الورشةَ تهدف إلى إيجاد أفكار وحلول مشتركة في مجال معالجة الصرف الصحي وبحثها، خاصّةً الحلولَ غير التقليدية، وتسليطَ الضوء على مسارات أكثرَ استدامة في منظومة الصرف الصحي، مؤكّدًا أنّ تحسينَ هذه المنظومة ليس رفاهيةً بل ضرورةً للأجيال القادمة، داعيًا إلى الإتيان بأفكار وحلول عملية في مجال معالجة الصرف الصحيّ اللامركزيّ ووضع خارطة طريق، بمشاركة الجامعات والمؤسّسات العامّة والمجتمع المدنيّ لذلك.
وعقبَ الافتتاح، ناقشتْ الجلسةُ الحواريةُ الأولى، التي شارك فيها البطاينةُ والدكتورةُ مها الحلالشة من الجامعة الأردنية، والدكتورةُ أروى عبدالهادي من الجامعة الألمانية الأردنية، والمهندسُ نبيل وكيلة من شركة الوكيلة الهندسية، أهميةَ جمعِ الشركاء حول موضوع الصرف الصحيّ اللامركزيّ، وسلّطوا الضوءَ على ضرورة التعرف على الاتجاهات والحاجات في هذا السياق، والاتفاق على لغة مشتركة لتجاوز العقبات وتعزيز الشراكات لبناء منظومة صرف صحيّ لا مركزيّ مستدامة، كما تناولوا التحدّيات الميدانية المتعلّقة بتمديد شبكات الصرف الصحيّ المركزيّ، مشيرين إلى الجدوى المادية المحدودة لهذه الشبكات في ظلّ التضاريس الصعبة وغيرها من التحديات، وأكّدوا أهميةَ الحلول اللامركزية بعدِّها بديلًا مستدامًا يوفّر فرصَ عمل، ويسهم في تطوير المناطق المستهدفة.
كما وشدّد المشاركون على أهمية تعزيز الوعي المجتمعيّ ودور الجامعات في البحث عن أفضل التصاميم والتقنيات في مجال الصرف الصحيّ اللامركزيّ، وأكّدوا أهميةَ مناقشة الاستدامة المالية، وتعزيز التواصل بين الجامعات لتبادل المعلومات وتطوير المهارات وتغيير المفاهيم السائدة، ودعوا إلى قَبول الحلول اللامركزية من قبل صنّاع القرار على نطاق صغير، وطالبوا بتطوير تخصّص هندسة المياه ليصبح تخصّصًا مستقلًّا في الجامعات بدلًا من كونه مجرّد مساقات ضمن تَخصص الهندسة المدنية.
هذا وقد تضمّنت الورشةُ سلسلةً من الجلسات الحوارية المتخصّصة التي ناقشتْ حلول الصرف الصحيّ اللامركزية وتطبيقاتها في الأردنّ.