عبيدات يشدّد على أن لقاء الطلبة مع المسؤولين والمفكّرين خطوة لترسيخ ثقافة الحوار والانخراط السياسي الواعي.
العودات يؤكّد أنّ الشّباب هم محور مشروع التّحديث السياسيّ، ودورهم في قيادة التّغيير الإيجابيّ هو ما يصنع مستقبل الأردنّ.
زايد الزيود – نظّمت الجامعة الأردنيّة، برعاية معالي وزير الشّؤون السياسيّة والبرلمانيّة الأستاذ عبد المنعم العودات، جلسة حواريّة بعنوان حواريات تعزيز مشاركة طلبة الجامعة الأردنيّة في الحياة السياسيّة، نظّمتها وزارة الشّؤون السياسيّة والبرلمانيّة بالتّعاون مع المركز العربيّ للتّنمية الديمقراطيّة وحقوق الإنسان ومؤسسة هانز زايدل للديمقراطيّة والسّلام والتّنمية، في إطار تنفيذ البرنامج الوطنيّ لتفعيل مشاركة الشّباب الأردنيّ في الحياة السياسيّة والعامّة، انسجامًا مع التّوجيهات الملكيّة السّامية الدّاعية إلى تمكين الشّباب وإشراكهم في مسيرة الإصلاح والتّحديث.
وجاء اللّقاء الذي استضافته الجامعة بحضور رئيسها الدكتور نذير عبيدات، ومدير وحدة الإعلام والعلاقات العامّة والإذاعة الدكتور راكان أبو عرابي العدوان، وعدد من نوّاب الرّئيس والعمداء وأعضاء الهيئتيْن الأكاديميّة والإداريّة وجمع من الطّلبة.
وأكّد العودات خلال إطلاق الحوارات أنّ مشروع التّحديث بمساراته الثّلاث هو مشروع وطنيّ متكامل، يعيدُ تجديد الدّولة من داخلها، ويعزز قدرتها على مواكبة المتغيّرات وصون منجزاتها برؤية شاملة لتوسيع المشاركة الشّعبيّة وتمكين الشّباب ليكونوا شركاء حقيقيّين في صنع القرار، فالديمقراطيّة لا تُبنى بالشّعارات، إنّما بالممارسة الواعية والانخراط المسؤول في الحياة الحزبيّة والبرلمانيّة.
ولفتَ إلى أنّ عمليّة التّحديث ليست طارئة على نهج الدّولة، بل سمة أصيلة من سمات استمرارها في تطوير المسارات وتصويب الاختلالات، لتستمدّ من خلالها الدولةُ قوّتها ومناعتها وحيويّتها، وأضاف أنّ الأردنّ بقيادة جلالة الملك عبد الله الثّاني وولي عهده الأمين استطاع تحويل التّحديات إلى فرص وإنجازات، ليكون نموذجًا في دولة القانون والمؤسّسات التي تحمي الحقوق وتصون كرامة الإنسان وتحافظ على أمنه واستقراره ومكتسباته.
ونبّه العودات إلى أنّ الحياة الحزبيّة الواعية هي المدرسة الأوسع في صقل شخصيّة الشّباب السياسيّة والفكريّة، كما تسهم في غرس قيم المواطنة الفاعلة والانتماء الصّادق والهويّة الوطنيّة الأردنيّة لديهم، وهي الطّريق نحو تعزيز مبدأ سيادة القانون وترسيخ ثقافة العمل الجماعيّ والمؤسسيّ.
وأشاد بدور الجامعة الأردنيّة بوصفها بيتًا للفكر وملتقى للأجيال ومنبرًا للحوار، تُرسّخ بين أبنائها ثقافة الحوار الرّصين والاختلاف البنّاء، وتُعدّهم ليكونوا قادة رأي ومبادرة ومسؤوليّة في وطن يستمدّ قوّته من وعي شبابه.
من جانبهِ أكّد عبيدات أنّ استضافة الجامعة لهذا الحوار الوطنيّ تُجسّد مكانتها الفكريّة والوطنيّة ودورها الرياديّ في ترسيخ ثقافة الحوار المسؤول بين الشّباب، مشيرًا إلى أنّ الجامعة كانت وما تزال الحاضنة الأولى للعقول المبدعة والمنبر الحرّ للفكر النقديّ الذي يواكب مسيرة الإصلاح والتّحديث في الدولة الأردنيّة، كما شدّد على حرص الجامعة على تمكين الطّلبة من امتلاك صوت مؤثّر وحضور فعّال في الشّأن العام، انسجامًا مع الرّؤية الملكيّة السّامية في دعم الشباب وإشراكهم في مسيرة التّنمية السياسيّة، مؤكّدًا أنّ الجامعة الأردنيّة ستكون منصّة دائمة لاحتضان الحوارات الشبابيّة الهادفة لبناء الوعي وتعزيز المشاركة الوطنيّة.
وأدار الحوار عميدُ شؤون الطلبة الدكتور صفوان الشياب، الذي أكّد أهميّة اللّقاء في ضوء التّحوّلات التشريعيّة والسياسيّة التي يشهدها الأردنّ، داعيًا الطلبة إلى أن يكونوا شركاء حقيقيّين في الإصلاح، وأن يجعلوا من هذه المنصّات مساحةً للتّعبير المسؤول عن آرائهم وطموحاتهم.
كما ألقى الممثّل الإقليميّ لمؤسسة هانز زايدل الألمانيّة كريستوف جوفاتوس كلمة عبّر فيها عن فخره بالشّراكة مع الأردنّ، مثمّنًا جهود القيادة الهاشميّة في تمكين الأحزاب السياسيّة ودعم برامج بناء الوعي والمواطنة الفاعلة بين الشّباب.
وأكّد مدير المركز العربيّ للتّنمية الديمقراطيّة وحقوق الإنسان أن هذا الحوار يأتي ضمن رؤية المركز في تمكين الشّباب الجامعيّ وإشراكهم في صياغة المستقبل وصناعة التّغيير الإيجابيّ، مشيرًا إلى أنّ المركز، منذ تأسيسه قبل خمسة عشر عامًا، نفّذ مبادراتٍ نوعيّة في مختلف محافظات المملكة لبناء قدرات الشّباب والمرأة وتعزيز المشاركة السياسيّة بالشّراكة مع المؤسسات الألمانيّة ووزارة الشّؤون السّياسيّة والبرلمانيّة.
واختُتم اللّقاءُ بحوار مفتوح بين معالي الوزير وطلبة الجامعة الأردنيّة الذين طرحوا تساؤلات ومداخلات عكست وعيهم السياسيّ واهتمامهم بدورهم في صياغة مستقبل الأردنّ.
وأكّدت الجامعة الأردنيّة التزامَها بدعم مسيرة الإصلاح الوطنيّ من خلال احتضانها لمبادرات الحوار السياسيّ وتوفير بيئة جامعيّة تحفز الطّلبة على التفكير النقديّ والمشاركة الواعية في الحياة العامّة، إيمانًا بأنّ الحوار المستند إلى المعرفة هو السّبيل الأمثل لترسيخ قيم الدّيمقراطيّة وتعزيز الانتماء الوطنيّ لدى الشّباب.