فادية العتيبي – كعادتها كلّ عام، تحتفلُ كلية الطب في الجامعةِ الأردنية بكوكبة من خريجيها ممن مضى على تخرّجهم خمسة وعشرون عامًز، وأوائل طلبتها للعام الحالي. وقد جاء احتفالها هذا العام بخريجي الفوج الـ(23) دفعة عام 2000، وأوائل الطلبة من خريجي الفوج (48) للعام الحالي 2025، وذلك ضمن فعاليات ملتقاها الـ(22) الذي نظّمته برعايةِ رئيس الجامعة، الدكتور نذير عبيدات.
وشكّل الحفل، الذي حضره نوّاب رئيس الجامعة، وجمعٌ من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، والطلبة والخريجين، الأوائل منهم والقدامى، بمثابةِ جسرِ وصالٍ ربطَ بينَ الماضي، حيثُ الذكريات الجميلة والرفقة الطيبة، والحاضر، حيثُ حلول البدايات وتطلعات الخريجين نحو مسيرة الإنجازات.
وقد ارتأى عبيدات أن يستهلَ كلمته في افتتاحِ فعاليات الملتقى بنقل اعتزاز جلالة الملك وسموّ ولي العهد بأسرةِ الكلية، وبالجامعة التي تقدّمت إلى المرتبةِ الـ(324) عالميًّا في تصنيف QS، وذلك في اتصالٍ هاتفيٍّ تلقّاه أمس من رئيسِ الديوان الملكيّ الهاشميّ.
وأكّد رئيسُ الجامعة أنّ السمعةَ الأكاديميّة ومستوى خريجي الكلية أسهما بشكل كبير في بلوغ الجامعة هذه المكانة المتقدّمة، داعيًا أبناء الكلية وخريجيها إلى أن يفخروا بجامعتهم وبأنفسهم، لأنّهم جزء من تكوينها، ومحركٌ لعجلة تقدّمها.
وحثّ عبيدات الخريجين قائلًا: “أعيدوا للأمّةِ مجدَها بعلومِكم، وابحثوا عن كلِّ ما هو جديد، لتُثبتوا للعالم أنّكم جيلٌ قادرٌ على العطاءِ والإنتاجيّة”، معربًا عن شكرِه وتقديره لكلِّ من له بصمة إنجازٍ كانت سببًا في تقدّم الكلية وتألّقها وازدهارها.
في حين أوضح عميد الكلية، الدكتور أيمن وهبة، أنّ كلية الطب كانت وما زالت منارةً لنشر الوعي الصّحيّ والثقافيّ، من خلال مساهمات أعضاء هيئتها التدريسيّة في مختلف الأنشطة والفعاليات المحلية والعالمية، منوهًا بإسهام خريجيها في رفد مواقع صنع القرار، وهم يحملون راية الطب والإنسانيّة.
وقالَ إن خريج الكلية، حينما حلّ، بقي متميزًا ومعطاءً ومن المنافسين الأقوياء في أهم المراكز العالميّة، إذ بلغ عدد المقبولين هذا العام في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها (113) خريجًا، رغم شدة التنافس. واستعرض في الوقت ذاته سلسلة الإنجازات التي حققتها الكلية محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، ومنها تقدّمها في سباق التصنيفات العالميّة، وحرصها على الارتقاء بمنظومتها التعليمية والعلميّة، كتحديث خططها التدريسية وبرامجها الأكاديمية، ومواكبتها لكلِّ ما هو جديد وحديث ومتطوّر يدفع بعجلة تقدّمها وتميّزها بين مثيلاتها.
بدوره، توجّه الدكتور عبد الرحمن شديفات بجزيل الشكر لخريجي الفوج الـ(23)، لمنحهم إياه شرف التحدّث باسمهم، مؤكدًا أنّ حفل اليوم جاء لتجديد عهد العشق والولاء بين الجامعةِ وخريجيها، ومعربًا عن تقديره وامتنانه للجامعة، ممثَّلة برئيسها، على نهجها الثّابتِ في التّواصلِ مع أبنائها، تأكيدًا على رسالةٍ أصيلة، ورؤيةٍ تزدادُ نضجًا عامًا بعد عام.
وفي سردٍ يلخّص حكاية ربع قرن لجيلٍ تعلّم وثابر واجتهد، قدّمت الدكتورة سهى الغول عرضًا موثقًا بالأسماء، لخريجي الفوج والمناصب الريادية التي يشغلونها، سواء داخل الأردنّ أو خارجه، فيما عرض الدكتور فادي القيسي شريطًا من الذكريات موثقًا بالصور الفوتوغرافية، جمع خريجي الدفعة، مستذكرًا عددًا من القصص والمواقف الجادّة والطّريفة، منوهًا بأنّ تلك الأيام، رغم بساطتها وبُعدها عن عالم الديجيتال وتحكم الشبكة العنكبوتية، كانت من أجمل الأيام التي يمكن أن يعيشها الفرد.
وعبّر اتصال مرئي مباشر، بعث عددٌ من خريجي الفوج ممن لم يستطيعوا الحضور ومشاركة زملائهم فرحة اللقاء، أجمل التحايا والأشواق القلبية، معربين عن أمنياتهم للجميع بدوام الصحة والعافية، والتقدّم في حياتهم المِهْنية، ومتطلعين إلى لقاء قريب يجمعهم كما في أيام الدراسة الجامعية.
وخلال إدارته للحفل، أكّد الدكتور مرزوق عمارين أنّ انعقاد الملتقى الـ(22) ليس فقط احتفاءً بالماضي من خلال دفعة عام (2000)، بل هو أيضًا تكريم لبراعم الحاضر من دفعة عام (2025)، الذين رفعوا الراية عالية بتفوّقهم، معربًا عن أمله في أن يراهم بعد خمسة وعشرين عامًا مثل من نحتفي بهم اليوم.
وفي ختام الحفل، سلّم عبيدات إلى جانبه وهبة، الدروع التكريمية والتقديرية للطلبة الأوائل لهذا العام، ولدفعة عام 2000، معربًا عن فخره، وفخر الجامعة بخريجي الكلية، الأوائل منهم والقدامى، كما جرى تكريم عدد من أصحاب الفضل من أساتذة وعمداء سابقين وإداريين، كان لهم أثر طيب في تألق الكلية وازدهارها.