أخبار الجامعة الأردنية - الجامعةُ الأردنيّة تُطلق النسخة الحادية عشرة من مدرسة البترا الدَّوليّة في الفيزياء

الجامعةُ الأردنيّة تُطلق النسخة الحادية عشرة من مدرسة البترا الدَّوليّة في الفيزياء

  • 14 - Oct
  • 2025

​سهى الصبيحي أكَّدَ سموّ الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ضرورة اتّخاذ خطوة نحو التقريب بين علوم المواد، لا سيّما علم المواد وتكنولوجيا النانو، مشيرًا إلى أن الأردنّ لديه مقوّمات تجعله مركزًا للأفكار الخلّاقة، خصوصًا في مجالاتِ السيراميك، والبوليمرات، والديناميكا الحراريّة، والطّاقة المتجدّدة.

جاءَ ذلك خلال رعاية سموّه حفل افتتاح وفعاليّات مدرسة البترا الدَّولية في الفيزياء الحادية عشرة اليوم الثلاثاء، تحت شعار: “الذكاء الاصطناعيّ في العلوم الطبيعية”، الذي نظمته كليتا العلوم في الجامعةِ الأردنيّة، وجامعة اليرموك، بالتعاون مع المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ومركز عبد السلام الدَّوليّ للفيزياء النظريّة في مدينة ترييستي الإيطالية.

وأشارَ سموّه إلى أنّ البحثَ والملاحظة والتعلّم هي جوهر التطوّر البشريّ، والحفاظ على هذا الفضول المعرفيّ، خاصّة في أزمنةِ الحروب الحديثة وتفاقم أزمات البيئة والنزاعات وما تحمله من تشويه للقيم الإنسانيّة، أمر غاية في الأهمية، مشدّدًا على أنّ لكلِّ إنسان الحقّ في التفكير واستخدام المعرفة وتوظيف العلم بما يخدم الإنسانيّة.

ودعا سموّه إلى ضرورة خلق رؤية جديدة في شرق المتوسّط تقوم على التكامل في مجالاتِ المياه والطاقة والغذاء والبيئة، والذي أطلق عليه سموّه لقب «عنقود الحياة»، وأنّ العلم لا ينبغي أن يظلّ حكرًا على النخب، بل يجبُ أن يُنشر على المستوى الشعبي لتتحوّل الفيزياء وسائر العلوم إلى أدوات للنهضة الإنسانيّة لا مجرّد تخصّصات نخبوية.

من جانبه، أشادَ رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات بالرعاية الكريمة لسموّ الأمير الحسن بن طلال، التي تجسّد إيمانه العميق بأنّ العلم هو السبيل لاكتشاف الحقيقة وفَهم أسرار الطبيعة. وأشارَ إلى أنّ انعقاد المدرسة يأتي في ظلّ ثورة علميّة متسارعة يمثّلها التقدّم في مجالات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعيّ، والحوسبة الكمومية، محذّرًا في الوقت ذاته من التحدّيات المرتبطة بهذه التحوّلات، وما قد تُحدثه من فجوات متزايدة بين الدول، إلى جانب ما تحمله من آثار تستوجب التفكير العميق والاستعداد المسبق.

وأعربَ عن اعتزاز الجامعة بشراكتها الأكاديميّة مع جامعة اليرموك في تنظيم هذا الحدث العلميّ المتميّز، الذي يجسّد روح التعاون ويستحضر إرث الأنباط في البترا، الذين شيّدوا إحدى أعظم المدن الإنسانيّة بعبقريّة هندسيّة تواصل إدهاش العالم حتى اليوم. وأكّد أنّ الفيزياء بصفتها علمًا يُعنى بفهم قوانين الطبيعة، ينبغي أن تسهم في خدمة ورفاهيّة وكرامة الإنسان، داعيًا إلى أن تكون العدالة والقيم الإنسانيّة البوصلة التي توجّه مسيرة التطوّر العلميّ، مؤكّدًا أنّ الأردنّ بقيادته الهاشمية الحكيمة ووعي شعبه سيبقى منارة للعلم والإبداع.

من جهته، أكّد رئيس جامعة اليرموك الدكتور مالك الشرايري أنّ الشراكة المتواصلة بين جامعتي اليرموك والأردنيّة في تنظيم هذه المدرسة العلميّة العريقة، تنبع من إيمان مشترك بأهمية الريادة والتميّز في مجالات التعليم العالي والبحث العلميّ وخدمة المجتمع، مشيرًا إلى أنّ هذه المبادرات تعبّر عن إيماننا العميق بأنّ العلم لا يزدهر إلّا في بيئة منفتحة يسودها التعاون والفضول العلميّ.

وأضاف الشرايري أن جوهر العمل الأكاديميّ يكمن في الاستمرار في التعلّم، لافتًا إلى أنّ التواضع والسعي الدائم نحو المعرفة هما السمتان اللتان تميّزان العالم الحقيقي. كما أشاد بالدور الريادي لصاحب السموّ الملكيّ الأمير الحسن في تأسيس هذه المدرسة قبل أكثر من أربعة عقود، مثمّنًا دعمه المتواصل ورؤيته في ترسيخ مكانة العلم كجسرٍ للتقارب ومحفّز للتنمية المستدامة، داعيًا المشاركين إلى استثمار هذه الفرصة للتعاون واستكشاف آفاق جديدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعيّ في العلوم الطبيعية.

بدوره، قال عميد كلية العلوم في الجامعةِ الأردنيّة الدكتور محمود الجاغوب إنّ الذكاء الاصطناعي يعزّز العلوم ويمنح العلماء أدوات لاكتشاف الطبيعة وتسريع التقدّم في مختلف المجالات، من الفيزياء والكيمياء إلى علوم البيئة والطاقة، منوّهًا بأن ما يميّز هذا اللقاء جمعه لنخبة من العلماء من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات وبناء تعاون علميّ يتجاوز الحدود والتخصّصات.

وقال رئيس مدرسة البترا الدَّولية في الفيزياء الحادية عشرة الدكتور نضال أرشيدات إنّ الدورة الجديدة من المدرسة خُصّصت لاستكشاف آفاق الذكاء الاصطناعيّ في العلوم الطبيعية، بوصفه مجالًا يشهد تحوّلًا غير مسبوق في فهمنا للعالم، مؤكّدًا أنّ المدرسة تشكّل مساحة للتعلّم والتعاون وتبادل الأفكار، آملًا أن تُلهم المشاركين وتفتح آفاقًا جديدة للبحث والاكتشاف.

وتسلّط الجلسات هذا العام الضَّوء على الدور المحوريّ لعلوم ومبادئ الفيزياء، كالحوسبة الكموميّة، وعلم المواد، والفيزياء الحيويّة الحاسوبيّة، في تطوير الذكاء الاصطناعيّ والتعلّم الآلي، وأهمية هذه العلاقة في تشكيل مستقبل التكنولوجيا، ليس من خلال النماذج الحسابية والخوارزميات فحسب، بل أيضًا عبر تقديم رؤى عميقة حول طبيعة التعلّم والمعلومات والأنظمة المعقّدة.

وتناقش الجلسات مجموعة من القضايا العلميّة المتقدّمة التي تبرز العلاقة المتينة بين الذكاء الاصطناعيّ والفيزياء، بما في ذلك تطوّر مفاهيم الذكاء الاصطناعيّ والتعلّم الآلي وتطبيقاتهما في العلوم المختلفة، خاصة في علم المواد القائم على البيانات واكتشاف الجينات المسؤولة عن خصائص المواد. كما تتناول موضوعات كشبكات الرسم البياني العصبيّة، وقواعد البيانات الذكيّة، والتعلّم النشط، والفيزياء الحيويّة الحاسوبية، والديناميكا الجزيئية، والنماذج التوليدية القائمة على الطّاقة، والتنبّؤ الذكيّ بالهياكل الذرّية، إلى جانب مستقبل علم بيانات الكمّ والحوسبة الكموميّة، والأنظمة الجزيئيّة الحيويّة.