قدّم رئيسُ الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات اليومَ قراءةً علميّة حول أثر التعليم في اقتصاد الفرد والدولة خلال المؤتمر العربيّ الأوّل حول السياسات العموميّة والحاكميّة الترابيّة في البلدان العربيّة، الذي نظّمه مختبرُ الدراسات في التنمية السياسيّة والترابيّة وتحليل المخاطر، بالتعاون مع جامعة حسن الأوّل وكلّيّة العلوم القانونيّة في جامعة ابن زهر، واستضافته المدرسة العليا للتكنولوجيا في المغرب.
وقال عبيداتُ: إنّ الاستثمارَ الأفضلَ والحقيقيَّ والمضمونَ هو التعليمُ بلا تردّد، ويعدُّ استثمارًا للفرد وللمجتمع والدولة، إذ إنّ نجاحَ الدول بوعي شعوبها والمؤسّسات بجودة القوى العاملة فيها وما يملكون من مهارات مختلفة، وهذا هو نتاجات التعلّم.
وأكّد عبيدات خلال كلمته ضرورةَ تحديد دور الجامعات في حياة الناس، الذي لم يَعُدْ يقتصر على منح الشهادات، مشدّدًا على ضرورة أن تقود الجامعات تعبيرًا إيجابيًّا وحقيقيًّا.
وأوصى عبيدات بضرورة أن تعمل الجامعات على إعادة تشكيل شخصيّة الطالب وقدرته على فهم العالم والإنسان، ودوره في هذه الحياة وكيف يمكنه إدارة حياته وعلاقته بالآخر، ورفده بمهارات التواصل والمهارات الناعمة والقدرة على التواصل، وإتقان الطالب لبعض اللغات العالميّة إلى جانب المهارات الخاصّة بالتخصّصات والمهن.
وأشار عبيدات إلى أن التعليمَ الجيّد يزيد فرصَ الفرد بالحصول على وظيفة وعمل، خاصّة أنّ سوق العمل أصبح اليوم سوقًا مفتوحًا؛ إذ إنّ جودةَ مهارات القوى العاملة هي مصدرٌ مهمٌّ للنمو الاقتصاديّ.
وزادَ أنّ السياسات التي تؤدّي إلى استثماراتٍ واسعةِ النطاق في التعليم والتدريب يمكنُ أن تساعدَ في الحدِّ من عدم المساواة الاقتصاديّة بين الناس.
وحول التحدّيات التي تواجهُ التعليم العالي قال عبيداتُ: إنّها تتلخّص في الثورة التكنولوجيّة العارمة والتغيير المستمرّ بكلّ شيء، والعولمة المستمرّة للنشاط الاقتصاديّ والاجتماعيّ، بالإضافة لفجوة بين المنتج الأكاديميّ ومتطلّبات سوق العمل.
وشدّد عبيدات على أنّ رأس المال البشريّ هو أهمُّ محدِّد للنمو طويل الأجل في الإنتاجيّة، حيث إنّ البلدان التي لديها رأس مال بشري أوليّ أكثر لديها قدرة أكبر على نسخ جديدة من التكنولوجيا، وقدرة أكبر على استعمال التكنولوجيا التي طوّرها الآخرون.
ونوه عبيدات إلى أن الابتكار أدّى إلى ما يسمّى بـ" التغيير التقنيّ المتحيّز للمهارات"، الأمر الذي يحتم على الجامعات ضرورةَ التركيز على التعليم التقنيّ، وما سمّاه البعضُ بالسباق بين التعليم والتكنولوجيا، تجسيدًا لدور الجامعات المتمثِّل في الإسهام بإعداد قوّة عاملة ماهرة.