ألقى سمو الأمير الحسن بن طلال، اليوم الثلاثاء، محاضرة علمية بعنوان "الفقر متعدد الأبعاد والكرامة الإنسانية"، استضافتها كلية الآداب بالجامعة الأردنية، بحضور رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة.
وأكد سموه ضرورة الرجوع إلى المعرفة المبنية على الحقيقة المطلقة، وتوفير البيانات والمعلومات الواقعية الدقيقة من خلال قاعدة بيانات معرفية وطنية للانتقال من الأسلوب الرعوي إلى التعاون بين جميع القطاعات لتمكين وتفويض المحتاجين والعمل من أجل كرامة الإنسان.
ولفت سموه إلى أهمية البدء بتعزيز كرامة الإنسان والتمكين والتفويض من خلال الاستناد إلى فهرس الحرمان المتعدد الذي تعتمده العديد من الدول لتحديد أوجه العوز والفقر.
وأشار إلى أهمية التمكين القانوني للفقراء من خلال ركائز أساسية هي الوصول إلى العدالة وسيادة القانون، وحقوق الملكية، وحقوق العمل، وحقوق ممارسة الأعمال التجارية.
وقال سموه إن اللاجئين والمهجرين يقعون في صلب قضية الفقر، داعيا إلى ضرورة معرفة قدراتهم وكفاءاتهم لتوظيفها وإشراكهم في عملية التنمية أمر لا بد منه لتحقيق مبدأ الغيرية الفعالة.
وشدد سموه على أن الحوار والفهم والتفاهم والاحترام المتبادل، والوعي العميق بالإنسانية والقيم المشتركة، والمواطنة الفاعلة والصدق مع الذات، والشراكة والتضامن والتشبيك على المستوى العالمي جميعها قيم ومفاهيم من الضروري التمسك بها عند الحديث عن الحرية ومسؤولية التعبير.
ولفت سموه إلى أن الحرية بناء دائم يتم الوصول إليها من خلال التنوير وإحياء مفهوم مسؤولية التعبير الذي يظهر الحاجة إلى مصفوفة شاملة لقانون إنساني دولي، ومنظومة أخلاق للتضامن الإنساني الجمعي وجعل القانون يعمل من أجل الجميع، داعيا إلى ضرورة التعامل مع موضوع الصحة النفسية بشكل جدي.
الى ذلك، رحب رئيس الجامعة الاردنية الدكتور نذير عبيدات بضيف الجامعة الكبير صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال قائلا إن الكلام حين يصدر عن سموه يصبح علما يستقيه العلماء ويسمعه المثقفون، فيغدو نصا ثقافيا رائعا موسوما بغنى المحتوى وجماليات الصوت واللفظ والإيقاع.
وأضاف عبيدات أن سموه يزداد إصرارا على تعزيز قيم المحبة والخير والإنجاز، من خلال إضاءته على عنواوين ومواضيع وإرث هذا البلد، وما حديث اليوم عن الفقر وإبعاده إلا مثال على وقوف ومتابعة سموه لأهم القضايا.
وأوضح عبيدات أن الفقر ظل حاضرا في مجتمعاتنا، وعانت منه شعوب الأرض قاطبة على مر العصور، وأن الإنسانية مرت بمجاعات وجوع وفقر وعوز مات بسببه الآلاف، وأن الفقر ما زال آفة تصيب العائلات والأفراد ولا تعرف حدودا أو لونا أو مكان.
ومن هذا المنطلق استطرد عبيدات مشيرا إلى أن الجامعة الأردنية أسهمت في قهر الفقر والحهل، وما زالت بترسيخها للعلم عدو الفقر الأكيد.
ولفت عبيدات إلى أن الجامعة تدرك أن التعليم يحتاج لكثير من التغيير، ذاك التغيير القادر على إعادة تشكيل الفرد وربط التعليم بالعمل والتنمية والإنتاج حتى تؤدي المعرفة دورها الطبيعيّ في تحقيق التنمية والنموّ الاقتصاديّ والاجتماعيّ.
وأكد في ختام كلمته أن "الأردنية" ستبقى، بدعم جلالة الملك وولي عهده الأمين وقوة أبنائها، منارة للعلم والمعرفة، وقوة أكيدة تحارب الجهل والذل والعوز، وأنها ستظل عنوانا لعزة ورفاه الأردنيين وسموهم.
بدوره قال عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية الدكتور مهند مبيضين إن المحاضرة جاءت ضمن سلسلة من الفعاليات التي دأبت الكلية على عقدها بهدف إثارة الأسئلة الوطنية الكبرى لإعمال العقل وإطلاق العنان للرؤى والأفكار المُعبّرة عن رأي النخبة الذي يُسهم في تكوين الطلبة وتنمية معارفهم.
وفي ختام المحاضرة، دار حوار بين سموه والطلبة حول التحديات التي تواجه الشباب وضرورة تطوير البرامج والسياسات لدعم الشباب وتمكينهم.
بترا