أخبار الجامعة الأردنية - مشروعُ التَّطْويرِ والتَّحْديثِ بالْجَامِعَةِ الأُرْدُنِّيَّةِ نَقْلَةٌ نَوْعِيَّةٌ نَحْوَ مسْتقْبلٍ أَكْثَرَ إِشْرَاقاً
  • 16 - Jan
  • 2025

مشروعُ التَّطْويرِ والتَّحْديثِ بالْجَامِعَةِ الأُرْدُنِّيَّةِ نَقْلَةٌ نَوْعِيَّةٌ نَحْوَ مسْتقْبلٍ أَكْثَرَ إِشْرَاقاً

سناء الصمادي- جامعةٌ وصفها جلالة الملك عبد الله الثّاني ابن الحسين بأنها "تجسّد مسيرة بناء وعطاء مستمرّيْن، ساهم فيها الأردنيّون كلّهم بكلّ عزيمة وإصرار على مواجهة التّحديات، وبناء الأردن الحديث القادر على مواكبة العالم ومعطيات العصر الحديث"، إنّها الجامعة الأردنيّة. 
وتُعدّ الجامعة الأردنيّة إحدى المؤسّسات الوطنيّة الّتي تمثّل محطّات مضيئة في مسيرة الوطن؛ فهي من أوائل المؤسّسات الّتي عملت على ترجمة الرّؤى الملكيّة، لا سيّما التّعليميّة منها؛ إذ رسمت طريقا لطلبتها منذ تأسيسها؛  لينمازوا عن نظرائهم، بعد أن سطّرت اسمها جامعةً ذكيةً متطورةً بين جامعات العالم.
وقد التزمت الجامعة، خلال 62 عاما، بالتّطوير والتّحسين المستمرّيْن في المجالات الأكاديميّة المختلفة، الأمر الّذي لم يكن ليتحقّق لولا تمّيّز طلبة الجامعة، وخريجيها، وأعضاء هيئتيها التّدريسيّة البحثيّة والإداريّة؛ فقد حقّقت "الأردنيّة" قفزات نوعيّة في مشروعها الّذي تبنّى التّحوّل الرّقميّ؛ سعيًا للعالميّة، ذلك عبر توظيف تكنولوجيا المعلومات في العمليّة التّعليميّة وتسخيرها؛ بهدف خدمة الطّلبة والمادّة التّدريسية، وتهيئتها للحرم الجامعيّ، وتوفير بنية تحتيّة قادرة على استيعاب ذلك التّحوّل، وإعادة تأهيل قاعات الدّراسة، ومدرّجات الجامعة التّعليميّة، وتدريب الطّالب وعضو هيئة التّدريس على قيادة التّحول بكفاءة واقتدار.
وفي هذا الصّدد ذي الصّلة الوثيقة بمسألة تحديث البنيّة التّحتيّة، فقد شهدت الجامعة الأردنيّة تطورًا كبيرًا في قاعات التّدريس والمرافق الجامعيّة ما يضمن بيئة تعليميّة حديثة وملائمة لتحقيق أعلى مستويات التّعليم.
القاعات التّدريسيّة:
وقد أعلن رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات في وقت سابق عن قرار بإخضاع قاعات التّدريس كلّها في الجامعة الّتي يبلغ عددها 500 قاعة إلى إعادة تأهيل؛ لتغدو قاعات ذكيّة، إضافة إلى تحديث الوحدات الصحيّة في الجامعة البالغ عددها 600 وحدة في مباني الجامعة كافّة.
وقد بدأت الجامعة منذ اتّخاذ ذلك القرار بمشروع تطوير قاعاتها الصّفيّة ومدرجاتها بأعلى التّقنيات؛ لتصبح القاعات والمدرّجات مؤهلّة للتّعليم الإلكترونيّ الحديث، وأسس التّعليم المعاصر،  وتطوير البنية التّحتيّة، والمرافق المساندة للتّعلّم والتّعليم، وتزويد بعض المختبرات بالأجهزة الحديثة.
كما حُدّثت 193 قاعة حتّى الآن بشكل جزئيّ وشامل، ومن ضمنها 4 مدرّجات تدريسيّة؛ إذ بلغت نسبة الإنجاز 71%.
وعن آليّة العمل -حسب المسؤولين في دائرة الهندسة- فقد يُجرى اختيار القاعات المنوي تحديثها ضمن معايير تشمل حجم القاعة، ووضعها الحاليّ، ومدى احتياجها لأعمال التّحديث؛ إذ تُعطى الأولويّة للقاعات القديمة، والأكبر سعة للطّلبة.
أمّا عمليّة التّحديث فتجرى وفق المراحل الأولى منها، ذلك بتعاون دائرة الهندسة مع وحدة القَبول والتّسجيل في ما يتّصل بقائمة القاعات المنوي تحديثها؛ بهدف إلغاء المحاضرات فيها، ونقلها إلى قاعات محدّثة في المرحلة السّابقة، ومطابقتها من حيث السّعة، وعدد القاعات التّدريسيّة.
وفي المرحلة الثّانية يُجرى كشف هندسيّ على القاعات من قبل فريق مهندسي دائرة الهندسة من تخصّصات مختلفة؛ لتحديد احتياجات القاعات لأعمال التّحديث ضمن نماذج معدّة مسبقا لمثل هذه الغاية، ومن ثمّ اللّجوء إلى دائرة الصّيانة فيها؛ لتحديد ما يلزم.
وتقوم كوادر دائرة الصّيانة إلى إزالة مكوّنات القاعة الحاليّة والقديمة من وحدات إنارة، وأسقف معلّقة، وأرضيّات، وصيانة التّشقّقات، وعمل تحديث للتّمديدات الكهربائيّة والميكانيكيّة في القاعة، وطلاء الجدران، وتركيب الأسقف ووحدات إنارة جديدة، وتحديث الأبواب بإشراف مهندسي دائرة الهندسة.
وبعد تلك المرحلة تبدأ مرحلة أعمال المقاولين، وتتضمّن مرحلة توريد تركيب أرضيّات  نوع pvc  الّتي يسبقها عمل تسوية لأرضيّات القاعة بإشراف دائرة الهندسة، أمّا المرحلة الأخرى فتشمل توريد وتركيب وتثبيت الكراسي التّدريسيّة، ومرحلة توريد وتركيب السّتائر للقاعات التّدريسيّة.
ويلي تلك المرحلة دور مركز تكنولوجيا المعلومات في الجامعة في تحديث البنية التّحتيّة لشبكة الإنترنت، وما يتعلّق بالتّقنيات الأخرى من أجهزة حاسوب وغيرها،  وتزويد القاعات بأنظمة ذكيّة تفاعليّة متكاملة بما في ذلك من أنظمة صوتيّة ومرئيّة، وربطها بشبكة الإنترنت اللّاسلكيّة ما يلبّي احتياجات أعضاء الهيئة التّدريسيّة والطّلبة ذات الصّلة بالتّعليم، والتّعلّم التّفاعليّ، سواء أكان ذلك وجاهيّا أم عن بعد أم هجينا، وتأمين القدرة على البث المتزامن داخل القاعة، مع توفير القدرة على إنتاج مادّة علميّة عالية الجودة وتسجيلها، وكذلك التّفاعل الكامل بين المدرّس والطّلبة من جانب، والطّلبة أنفسهم من جانب آخر، سواء داخل القاعة التّدريسيّة أو خارجها.
ويشمل تحديث القاعات نوعين من القاعات: قاعات ذكيّة تدريسيّة للطّلّاب، محدّثة إنشائيّا وتقنيّا، وقاعات ذكيّة متعدّدة الأغراض، ومزوّدة بأحدث وسائل التّكنولوجيا على مستوى الشّرق الأوسط، بحيث تشتمل كلّ كليّة على قاعة واحدة منها؛ لأغراض مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة، وعقد الاجتماعات في الكليّات.
وتُجرى عمليّة التّحديث وفق أولويّات عدّة، منها القاعات التّدريسيّة، والمدرّجات التّدريسيّة (بحيث تكون بأعلى المواصفات من موكيت، وكراسي، وديكورات)، وكذلك تحديث المختبرات خاصّة في الكليّات العلميّة؛ لأنّها جزء أساسيّ من العمليّة التّدريسيّة، وسيشتمل التّحديث كذلك على البنية التّحتيّة، واستبدال الأجهزة والمعدّات العلميّة بما يتواءم مع تطوّرات التّكنولوجيا، ومتطلّبات العصر . 

وكان للمجمعّات التّدريسيّة الأولويّة في اختيار القاعات الّتي جرى عليها التّحديث؛ لأنّها تخدم كليّات عدّة، ذلك بأن يشتمل كلّ طابق منها على الأقلّ على قاعة ذكيّة واحدة، وتتّسع دائرة تلك الأولويّة بالتّوسّع الأفقيّ ما أمكن؛ لتغطية كليّات الجامعة كلّها قدر المستطاع.

المرافق العامّة والوحدات الصّحيّة
وفي ما يتّصل بالمرافق والوحدات الصّحيّة طرحت الجامعة عطاءات لتحديثها ، بتكلفة إجماليّة تقدّر ب  1,100,000 دينار، وسيخصّص عطاء لضمان  النّظافة على مدار السّاعة بالتّعاون مع شركة تنظيف خارجيّة.
ويبلغ عدد المرافق العامّة، والوحدات الصّحيّة للطّلبة 200 وحدة، و400 لمباني الجامعة كلّها، وبدأت الجامعة بتحديث المرافق مطلع هذا العام، ومن المتوقّع انتهاء العمل بعد سبعة أشهر من العمل.
ويشار إلى أنّ الجامعة طرحت عطاء لتكييف القاعات التّدريسيّة، بتكلفة إجماليّة بلغت  1,000,000 دينار.