أخبار الجامعة الأردنية - الجامعةُ الأردنيّةُ تستضيفُ حواريّةً تناقشُ التّعليمَ العالي بينَ التّعريبِ والتّغريب
  • 16 - Jan
  • 2025

الجامعةُ الأردنيّةُ تستضيفُ حواريّةً تناقشُ التّعليمَ العالي بينَ التّعريبِ والتّغريب


قال أكاديميّونَ ولغويّونَ وخبراءُ إنّه في الوقتِ الّذي تشكّلُ فيه العولمةُ عقبةً متينةً وتحدّيًا صعبًا للعربيّة؛ فإنّها يمكنُ أن تساعدَهم على نشرِها عبرَ نطاقٍ واسعٍ إذا اهتمَّ العربُ بلسانِهم، ووضعوا مناهجَ مبسّطةً لتعليمِها.

وجاءَ ذلك أثناءَ ندوةٍ حواريّةٍ عُقدَتْ في الجامعةِ الأردنيّةِ اليوم، رعتْها مندوبةً عن رئيسِ الجامعةِ الدكتورة ناهد عميش، نائبُ الرّئيسِ لشؤونِ الكليّاتِ الإنسانيّة، ونظّمتْها الجمعيّةُ الثّقافيّةُ العلميّةُ لأساتذةِ الجامعاتِ بعنوانِ "التّعليمُ العالي بينَ التّعريبِ والتّغريب" وأدارتها الدكتورة أريج اللوزي.

وتبادلَ الحديثَ وزيرُ التّربيةِ الأسبق، ونائبُ رئيسِ مَجْمَعِ اللّغةِ العربيّةِ الدكتور إبراهيم بدران، و أستاذُ النّقدِ الأدبيِّ في قسمِ اللّغةِ العربيّةِ في الجامعةِ الأردنيّةِ الدكتور محمد السعودي؛ إذ قدّما تحدّياتِ التّعريبِ والتّغريبِ في زمنِ الانفتاحِ العالميّ، وإشكاليّاتِ النّشرِ العلميّ، وثنائيّةَ اللّغةِ لدى الطّلبة.

وطرحَ بدران تساؤلًا فيما إذا كانتِ العلومُ موجّهةً إلى الطّلبةِ والأساتذةِ أم المجتمع؛ ليصلَ بالإجابةِ إلى أنّ المجتمعَ حاضنٌ للّغة، وأساسُ نمائِها وازدهارِها. 

وأكّدَ بدران ضرورةَ وجودِ لغةٍ مشتركةٍ بينَ مقدّمي المعرفةِ العلميّةِ والمجتمع، وتبسيطِ اللّغة؛ ليتمكّنَ أفرادُ المجتمعِ من الاستفادةِ من العلومِ والمعارف، وألّا تبقى اللّغةُ حبيسةَ مقاعدِ الدّرسِ وأوراقِ البحث.

ومن جانبِه قالَ السعودي إنّ مشكلةَ اللّغةِ العربيّةِ تكمنُ في سقوطِ الهِمَمِ عندَ أهلِ اللّغة؛ فبالإرادةِ والعزمِ يمكنُ النّهوضُ باللّغةِ العربيّة، وتقديمُ المبادراتِ الرّاميةِ إلى تعزيزِ مكانتِها بينَ الأمم، مشيرًا إلى مبادرةِ "بالعربي" الّتي انطلقتْ منَ الجامعةِ الأردنيّةِ قبلَ أعوامٍ عدّة، وقد جمعَتِ المصطلحاتِ الطّبّيّةَ جميعَها وعرّبَتْها، وقدّمَتْ ترجمةً لأكثرَ من ألفَيْ مقالٍ علميّ. 

وأشارَ السعودي إلى بعضِ التّحدّياتِ الّتي تواجهُ العربيّةَ بينَ الرّبوعِ النّاطقةِ بها، ومن أبرزِها هيمنةُ اللّغةِ الأجنبيّةِ على قطاعِ المعارفِ العلميّةِ والتكنولوجيّة، كما أنّ اللّهجاتِ المحليّةَ هي الأخرى تشكّلُ عائقًا أساسيًّا يجعلُ الإنسانَ العربيَّ لا يعرفُ بأيِّ لغةٍ يتكلّمُ وتصنعُ فارقًا مهمًّا بين ما يتعلّمُهُ الطّلبةُ في مقاعدِ الدّرسِ وما يتحدّثونَ بهِ في المجتمع، داعيًا إلى ضرورةِ توحيدِ الجهود؛ لتكونَ هناك لغةٌ بمفرداتٍ ومصطلحاتٍ مُبسَّطَةٍ يمكنُ أن تكونَ الرّافعةَ الأساسيّةَ لنهوضِ اللّغة. 

ودعا السعودي إلى ضرورةِ حوسبةِ اللّغةِ العربيّةِ بإنشاءِ المصادرِ اللّغويّة، وما يُبنى عليها من أدواتٍ وتطبيقاتٍ حاسوبيّةٍ تهدفُ إلى المعالجةِ الآليّةِ للّغةِ العربيّة؛ فهمًا وإنتاجًا، وذلك بتوظيفِ تقنياتِ الذّكاءِ الاصطناعيّ؛ لتنافسَ غيرَها من لغاتِ العالمِ في الأنظمةِ والتّطبيقاتِ الحاسوبيّة.

ونوّه المشاركونَ إلى أنّ اللّغةَ أهمُّ أسسِ الهُويّة، وأنّ ازدهارَ لغةٍ ما دليلٌ على تماسكِ أهلِها ورفعةِ حضارتِهم، وعلى النّقيضِ من ذلك فإنّ اللّغةَ عندما تضعف؛ فإنّ ذلك نذيرٌ بزوالِ هيبةِ الأمّة، وتراجعِ دورِها العلميِّ والحضاريِّ بين الأمم.

وأبانوا أنّ اللّغةَ العربيّةَ بخصائصِها كنزٌ لا يفنى، وبحرٌ واسعٌ بدُرَرِه؛ فهي لغةُ اشتقاقٍ لا تركيب، وتزخرُ بالمفرداتِ والأضداد؛ وهذا يكفلُ لها القدرةَ على التّعبيرِ عن أيِّ موضوعٍ أدبيّ، أو بحثٍ علميٍّ أو إنسانيّ.