فادية العتيبي- احتفل طلبةُ قسم الجغرافيا في كليّة الآداب في الجامعة الأردنيّة اليوم بانطلاقة "النّادي الإدريسيّ" الّذي تأسّس العام الجاري بجهودهم وتحت قيادتهم، وبإشراف كادر قسم الجغرافيا، وذلك من خلال تنظيم أولى ندواته العلميّة الّتي جاءت بعنوان "تطبيقات أنظمة المعلومات الجغرافيّة في مجال التّغيّر المناخيّ"، وذلك تزامنًا مع اليوم العالميّ لنظم المعلومات الجغرافيّة الّذي يُحتفَلُ به عالميًّا في 20 من شهر نوفمبر من كلّ عام.
والنّدوةُ العلميّة الّتي عُقدَت برعاية عميد الكليّة الدكتور محمد القضاة، بالتّعاون مع قسم الجغرافيا، ركّزت في موضوعها على مشكلة التّغيّر المناخيّ الّتي كانت سببًا رئيسًا لانطلاقة النّادي الإدريسيّ؛ ليتبنّاها عبر توعية الطّلبة في الأقسام المختلفة بهذه المشكلة ومدى حجمها، والمساهمة في إيجاد حلول عمليّة للتّخفيف من أضرارها، إلى جانب العمل على توسيع مدارك طلبة القسم فيما يخصّ بيئتهم، وصولًا إلى مجتمع واعٍ بآثار التّغيّر المناخيّ.
وفي افتتاحِ أعمال النّدوة، بحضور نائب العميد الدكتورة فاطمة العمري، تحدثّت رئيسةُ قسم الجغرافيا الدكتورة هند الصرايرة في كلمتها عن أنظمة المعلومات الجغرافيّة، وأهميّتها في اتّخاذ القرار الأمثل والأفضل فيما يخصّ التّغيّرات المناخيّة، مستندةً إلى بيانات وأرقام صحيحة جرى تمثيلُها في خرائطَ دقيقةٍ باستخدام تلك الأنظمة.
وأشارت الصرايرة إلى أنّ موضوعَ النّدوة مرتبطٌ بمساق أُقِرَّ ودُرِّسَ لطلبة قسم الجغرافيا، يتضمّنُ جاهزيّةَ خرّيجي القسم لسوق العمل، والمهارات الّتي ينبغي لهم التّسلّح بها بإتقانهم نظمَ المعلوماتِ الجغرافيّة، والاستشعار عن بعد، داعيةً الطّلبةَ إلى استثمار طاقاتهم العلميّة والعمليّة، وطرْق الأبواب كلّها؛ لتعلّم كلّ جديد ومفيد، من شأنه تعزيزُ قدراتهم العمليّة الّتي تؤهّلهم إلى خوض غمار سوق العمل، والمنافسة على شَغْل وظائف العمل المستقبليّة عن جدارة.
ممثّلةُ النّادي الإدريسيّ الطّالبة بيان عبد الله تحدّثت في مداخلتها عن "النّادي الإدريسي" الّذي سميّ بهذا الاسم نسبةً إلى العالِم الكبير عبد الله إدريس الإدريسي، وهو عالمٌ عربيّ مسلم، يعدّ من أهمّ علماء الجغرافيا؛ فجاءت الفكرةُ من تأسيسه؛ ليتبنّى التّوعيةَ بوسائلَ مختلفةٍ حول ماهيّة التّغيّر المناخيّ الّذي يعدُّ من أكبر المشكلات الّتي تواجه العالمَ عامّة، والأردنّ خاصّة.
واشتملت النّدوةُ الّتي حضرها عددٌ من أعضاء الهيئة التّدريسيّة والإداريّة في الكليّة،وطلبة قسم الجغرافيا، والأقسام الأخرى، وممثّلون عن شركات متخصّصة بالبيئة والمناخ، على عددٍ من الجلسات النّقاشيّة الّتي تضمّنت موضوعاتٍ تتعلّق بالتّغيّر المناخيّ، وأثر استخدام أنظمة المعلومات الجغرافيّة في الحدّ من مخاطر تلك المشكلة العالميّة، وقدّمها عددٌ من الخبراء، والأكاديميّين المتخصّصين في مجالات علم الجغرافيا، والمناخ، والتّغيّرات البيئيّة.
ممثّلةُ الشّركة الاستشاريّة لأنظمة المعلومات البيانيّة، المهندسة فاطمة الخمايسة، تطرّقت في ورقتها إلى الحديث عن أزمة التّغيّر المناخيّ لكوكب الأرض، وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافيّة والمناخ، وكيفيّة استخدامها والاستفادة منها في الحدّ من مخاطر هذه الأزمة البيئيّة عبر جمع البيانات الدّقيقة لفهم تلك المخاطر من مصادرَ موثوقة، والتّخطيط الاستباقيّ، وتحليل تلك البيانات؛ وهذا يسهم في اتّخاذ القرار المناسب والصّحيح؛ للحدّ من أثر التّغيّر المناخيّ وتبعاته، مؤكّدةً أنّ المنظّماتِ العالميّةَ تستخدم أنظمة المعلومات الجغرافيّة؛ لتعزيز الحلول المستدامة لأزمة المناخ.
في حين عرضت الدكتورة هبة الخصاونة الأستاذة في قسم الجغرافيا، لدراسة بحثيّة بعنوان "تقييم بيانات الهطول من منتج CRU باستخدام نظم المعلومات الجغرافيّة، معرّجةً على البيانات المناخيّة من حرارة، ورطوبة، وأمطار، ورياح، وآليّة التّوصّل إليها بوساطة محطّات الرّصد المناخيّة المجهّزة بأحدث أدوات القياس المتخصّصة، لرصد عناصر المناخ وتسجيلها، مشيرةً إلى منتج CRU، ودوره في تقييم بيانات الهطول.
إلى ذلك، قال المستشارُ الجويّ لشركة طقس العرب الدكتور جمال الموسى إنّ التّغيّراتِ المناخيّةَ باتت أمرًا حقيقيًّا، وأصبحت قضيّة العصر، منوّهًا إلى أنّ آثارها ملموسة في كلّ مكان، ولها عواقبُ وخيمة على اليابسة، وفي البحار والمحيطات.
وأشار في مداخلته الّتي تطرّق فيها إلى الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراريّ ومسبباتها، وعلاقتها بالتّغيّرات المناخيّة، إلى أهميّة الغلاف الجوّيّ في حماية الحياة البشريّة من أنواع الإشعاعات الضّارة، كالأشّعة فوق البنفسجيّة، ومن أن تكتسبَ كميّاتٍ كبيرةً من الحرارة بوساطة الإشعاع الشّمسيّ، مؤكّدًا أنّ حجم التّغيّرات المناخيّة بات غير مسبوق، والعالم كلّه في خطر حقيقيّ؛ بسبب تزايد انبعاث الغازات الدّفيئة الّتي تسبّب الارتفاع التّدريجيّ في درجة حرارة الطّبقة السّفلى القريبة من سطح الأرض من الغلاف الجويّ المحيط بالأرض؛ ما يؤدّي إلى ظاهرة الاحتباس الحراريّ.
وأثناء النّدوة الّتي أداراها الطّالبان قصي العبادي وإيناس نويري من الفريق الإعلاميّ لنادي الإدريسيّ الطّلّابيّ، عُرِض فيديو يعرضُ لنشأة النّادي الإدريسيّ بجهود طلّابيّة، وما يطمح إليه من أهداف يسعى إلى تحقيقها، كما عُقدت حواريّةٌ بعنوان "الخرّيج المتميّز" شاركت فيها خرّيجةُ القسم روان أبو عواد، وطالب الماجستير حمزة اخميس ليتحدث عن مبادرته eco learn jo.
كما أُقيمت على هامش النّدوة جلسةٌ بعنوان سؤال وجواب تضمّنت طرحَ أسئلة على الحضور حول ما جرى التّطرّق إليه في جلسات النّدوة من موضوعات، ومسك ختام النّدوة كان بتوزيع الشّهادات والدّروع على القائمين على تنظيم النّدوة، وداعميها لإسهاماتهم في نجاحها، وخروجها بالصّورة المشرّفة.
وتجدر الإشارةُ إلى أنّ الاحتفاءَ باليوم العالميّ لنظم المعلومات الجغرافيّة سنويًّا، من شأنه تعزيزُ الوعي بتكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافيّة الّتي شكّلت منذ انطلاقتها نقطةَ تحوّل بارزة في التّطوّر التّكنولوجيّ الّذي يشهده العالمُ في الآونة الأخيرة بمواجهة جائحة كورونا، بل إنّها حجرُ زاويةٍ للاستدامة، ومواصلة النّموّ، والإنجاز على الصّعد كافّة، ومن أهمّها حمايةُ البيئة، والتنبّؤ بالكوارث الطّبيعيّة، ومكافحة التّصحّر.